رواية انا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين كاملة
تلك الرقيقة تغمض عينيها وتذوب مستسلمه لقبلته التي بادلته إياها وارخت مستسلمة شعر بارتخائها بين يديه كقطعة شيكولاتة ذائبة داخل كوبا من القهوة الساخنة مما جعل قلبه يرفرف من شدة حبوره فزاد من تعمقه وضمھا تحت استحسانهاتسللت يدها خلف رأسه لتداعب أناملها خصلات شعره الناعمة بحركة عفوية جعلت من قلبه يرفرف ليبتعد قليلا لاهثا ينظر لعينيها متلهفا ليجد ما تمناه منها وانتظره طويلا كان صدره يعلو ويهبط تأثرا باللحظةداعب وجنتها بأصابعه بنعومة وتحدث بنبرة حنون تحت خجلها
ثم مال بجانب أذنيه هامسا بنعومة أذابتها
عاوز أرجع من شغلي ألاقي مراتي مستنياني في أوضتناسمعاني يا إيثار أوضتنا
ليبتعد برأسه للخلف قليلا ويرفع فكها ليحسها على النظر بعينيه هامسا بنعومة أذابت قلب كليهما
أومات بخجل جعل من وجنتيها محمرتان كجمرة ڼارتنفس بصعوبة ليهرول متحركا للخارج مجبرا قبل أن بعمله عرض الحائط ويبقى ويجذبها داخل ليكملا ما بدأه معا ويسبحا بجنتيهما المترقبة
أغلق خلفه الباب ومازالت تلك الهائمة تنظر لأثره وحالة من الۏلع الشديد تسيطر على كامل كيانها تنهدت باستمتاع وهي تتذكر لتبتسم مغمضة العينين بحالمية هائلة تحركت صوب الفراش لتلقي بجسدها عليه باستسلام وهي تعيد بذاكرتها ما حدث للتو وقلب الاوضاع رأسا على عقبكانت مبتسمة شاردة قطع تفكيرها عدة طرقات فوق الباب لتدلف بعدها عزة التي تعجبت تسطحها فوق الفراش بهذا الإسترخاء لتسألها بلهفة
رجعي كل حاجة زي ما كانت يا عزةإحنا قاعدين خلاص... نطقتها بصوت مسترخي ليسعد داخل السيدة لرؤية إيثار بتلك الحالة من الهدوء والرضا والإسترخاء لتكمل بابتسامة
طب قومي غيري هدومك علشان أجيب لك الفطار
قاطعتها وهي تتمطأ بدلال
مش عاوزة أفطر أنا نعسانة قوي وعاوزة أنام
أه الاتوبيس جه وأنا سلمته بنفسي للمشرفة
أومأت برأسها لتقول وهي تنظر إلى الحقيبة الموضوعة بجانبها
نزلي الشنطة واركنيها واقفلي لي الستاير والنورولما أقوم من النوم نبقى نرجع الهدوم مكانها
ابتسمت عزة وفهمت ما حدثفعلت ما أملته عليها وجذبت الغطاء وفردته على جسدها بعناية بعد أن أوصتها الأولى برعاية الصغير وألا تغفل عنهطمأنتها ثم تحركت تاركة إياها لتنعم بنومها التي سقطت بداخله على الفور ويرجع ذلك لعدم استطاعتها النوم ليلة أمس بفضل حزنها الكبير لكن الأمر اختلف كليا الأن
كان يقف بمنتصف غرفته يرتدي جلبابه الفلاحي ليستعد للخروج لمباشرة أملاكه الهائلةفتح الباب لتلج منه إجلال وهي تتطلع عليه بترقب كترقب الذئب بفريسته ثم نطقت بنبرة جادة
الفطار جاهز يا نصر والكل قاعد على السفرة مستنيك
تطلع عليها ثم تحرك ليقف أمام مرآة الزينة قبل أن يقول متهكما وهو يصفف شعر شاربه بعناية
زفرت بحدة لاستغلال نصر نقطة ضعفها ألا
وهي عمرو ليتهكم عليها في محاولاته الدائمة للضغط على أعصابها وإظهارها فاشلة بتربيته لتهتف بنبرة حادة
صاحي وقاعد برةوياريت بلاش تقطم فيه قدام إخواته ونسوانهم سيبه في حاله
زمجر بها بحدة
ماله حاله مش كل اللي هو فيه ده بسبب عمايلة السودة وجريه ورا الحريم خليه يشرب
ثم ضيق عينيه ليسألها بتوجس
البيه مقالكيش كان طافش فين اليومين اللي فاتوا!
تنهدت بضيق لتجيبه بأسى
كان قاعد في المركز عند واحد صاحبه يفك عن نفسه شوية
واستطردت بتعاطف
ده يا حبة عيني من ساعة ما رجع إمبارح الصبح وهو نايماللي يشوفه يقول ما داقش ريحة النوم ليه إسبوع
هز رأسه باستسلام ليقول باستياء وتوجس
يا خۏفي منه حاسس إن نهايتي ونهاية كل اللي عملتها طول عمري هتبقى على إيده
هتفت بقوة وحدة
فال الله ولا فالك يا نصرإجدعن إنت بس ورجع له يوسف والحرباية بنت منيرة وهو حاله هيتصلح وهيبقى زي الفل
عدل من ياقة جلبابه ليقول بثقة عالية
أديني رفعت القضية عند أكبر محامي في مصروالراجل مطمني وقال لي إن الحضانة من حقنا والقضية مضمونة طالما الهانم اتجوزت
خرجا معا لينضموا إلى الجميع حول الطاولة وبدأوا بتناول الطعامنطقت سمية بنبرة هادئة موجهة حديثها إلى نصر
بعد إذنك يا عميأنا هروح المركز النهاردة مع أمي علشان أكشف عند الدكتورةأصلي تعبانة شوية
رمقها بحدة لينطق بكلمات لازعة
ما أنت زي القرد أهو وصحتك تهد جبال
والله تعبانة يا عمي...قالتها بوجه حزين كي تبتز تعاطفهم لتسترسل بإيضاح
رايحة لدكتورة
النسا والتوليد
رفع نصر بصره يتطلع عليها ليسألها بلهفة
إنت حامل
ابتسمت بخيبة أمل لتحول بصرها إلى زوجها الجالس بجانب والدته بوجه عابس يقلب بصحنه ويتناول منه القليل بدون شهية لترد متهكمة
وده هيحصل إزاي يا حسرة وإبنك سايبني وطافش برة البيت طول الوقتواليلة اللي ربنا بيهديه وينامها في البيت بينامها لوحده في شقة بنت غانم
هتفت إجلال بشراسة وهي ترمقها باستنكار وازدراء
إتحشمي يا بت وإنت بتتكلمي قدام الرجالة ولا أمك معلمتكيش يعني إيه خشى
قاطعها نصر بحدة ليقول بنبرة غاضبة
بدل ما تقولي لها اتحشمي فهمي إبنك إن اللي بيعمله ده حرام
والله الحړام هو إن بنت ال.... دي... نطقها عمرو وسبها بأبيها ليسترسل وهو يرمقها باشمئزاز ونفور
تفضل قاعدة في بيتي وعلى ذمتي لحد الوقت أنا مش فاهم أنت ليه مصر إني مطلقهاش واحدة مش طايق حتى ابص في وشهابأي عقل تفضل على ذمتي لا وكمان بتطلب مني أعاملها كزوجة واديها حقوقها
هب واقفا واستطرد وهو يوجه
لومه لأبيه
ولعلمك بقىلولا إصرارك ده كان زمان مراتي وإبني في من زمان
صاح بكامل صوته وهو يشير عليها باشمئزاز
إيثار رفضت ترجع لي علشان مطلقتش الحرباية دي
صاح نصر باستنكار ونظرات كالصقر
علي صوتك كمان على أبوك يا عمرو بيه وإرمي عليا خيبتك وفشلك
واستطرد بنبرة ساخطة رامقا إياه بنظرات تملؤها خيبة الأمل
بنت منيرة طفشت من دناوة نفسك ومشيك العوج وبعدين مرات مين يا موكوس كل شوية تصرخ لنا زي العيال مراتي مراتي مراتك سابتك وراحت لوكيل النيابة يا بقف
ختمتك على قفاك إنت واخواتها ونشنت على الراجل اللي هيعرف يقف للكل بمنصبه ومنصب أبوه
واستطرد بابتسامة ساخرة
والله برافوا عليها بنت غانم طلعت بنت أبوها بجد ونشنت والنشان صاب
احتدت ملامحه وامتلئت بالڠضب والقسۏة وما كان منه سوى الهرولة إلى الخارج كبركان ثائر كي لا ينفجر بوجه أبيه
احتدمت ملامح إجلال لترمق نصر بنظرات توعدية جعلته يبتلع لعابه رعباأما سمية فكانت تجلس بقلب سعيد لرؤيتها لفوران عمرو بتلك الطريقة بعد توبيخ أبيه لهتحدثت ياسمين زوجة طلعت كي تهدأ من حدة تلك الاجواء المحتدمة
تعالي معايا النهاردة يا سمية إنت وخالتي ناصرةطلعت هيوديني للدكتورة اللي بتابع معاها
هتف نصر بنبرة غاضبة تنم عن مدى سخطه على حال أبنائه
ربنا ينفخ في صورتك المرة دي وتجيبي لنا حتت واد بدل ماسورة البنات اللي فتحتيها علينا
اجابه طلعت بنبرة واثقة
بعون الله هيطلع واد المرة دي يا حاج
ليسترسل بنبرة اظهرت كم حقده على الصغير لما يحظى به من حب واهتمام من والديه
وهجيب لك يوسف بدل إبن عمرو اللي طار مع أمه
تحولت ملامح نصر لحادة ليدق بكفه بقوة فوق الطاولة مما أرعب الجميع لينطق بصرامة لا تقبل المناقشة
البيت ده مفهوش غير يوسف واحد وقريب قوي هجيبه وينور بيت جده ويعيش فيه عيشة الملوك.
اړتعبت أوصال الجميع والتزم الجميع الصمت تحت حقد طلعت الدفين لذاك الصغير الذي لا ذنب له سوى برائته وطهارة قلبه.
داخل منزل غانم رحمة الله عليه
نزلت منيرة من فوق الدرج بعدما أطعمت الطيور فوق السطوح لترى نسرين تعدل من وضعية كيسا كبيرا مليئا بحبوب القمح بينما تقف نوارة بالمطبخ تجلي الاوانيتطلعت عليها لتسألها مستفسرة لاعتقادها انه هدية من أحدهم
مين اللي جايب لنا القمح ده يا نسرين
عزيز هو اللي جابه ورجع تاني على الارض... نطقتها بلامبالاة لتسألها من جديد
رجع يجيب باقي القمح يعني
ردت عليها ببرود
لا يا مرات عميعزيز مجابش غير الشوال ده وباع الباقي كله
اتسعت عيناي منيرة لتصيح بها بحدة وعدم استيعاب
باع خزين البيت!
لتسترسل باعتراض حاد
ومنه لنفسه كده من غير ما يقوليوهنقضي باقي السنة إزاي من غير خزين!
ولا هتاكلوا طوب تلك الحقېرة عليها بالحديث المقلل لكرامتها
إوعي تجيبي سيرة بنتي على لسانك لاقطعهولك
بنبرة متهكمة تحدثت
بدل ما تقطعي لي لساني روحي ربي بنتك وعلى فكرة عزيز مش هيدخل محصول الارض في البيت تانيعيالك الاتنين بيقبضوا وعلى قلبهم قد كده خليهم يشتروا قمح وذرة لأكلهم هما وعيالهم
نطقت كلماتها الحادة وصعدت الدرج وهي تقول
إبقى إعملي الغدا إنت ونوارة ونضفوا البيت علشان انا مش قادرة النهاردة
اشتعلت عيناي منيرة لتهتف بقوة
ماشي يا نسرين إن ما خليت عزيز يربيك على كلامك ده ما أبقاش أنا منيرة
إستدارت لتجيبها بابتسامة مستفزة أحرقت قلب الاخرى
كلامي ده أوامر عزيز ليا يا مرات عميهو اللي قالي كده وقالي كمان اللي مش عاجبه الباب يفوت جمل
نطقت كلماتها التي املاها عليها عزيز بعدما اتفقا سويا بأن يأخذ أموال محصول الارض لحاله مما شجع نسرين على فرض سيطرتها وهيمنتها هي الاخرى على المنزل وعلى منيرة بذاتها بما أنها أصبحت زوجة كبير المنزل الحاكم الأمر.
أما نوارة فكانت تتوارى خلف حائط المطبخ تشاهد ما حدث بقلب مهموم وصمت كعادتها المسالمةفقد تجبر عزيز وزوجته بعد ۏفاة غانم وباتت نسرين تأمرها وتحملها جميع متطلبات المنزل لكنها لم تتوقع أن تتجبر على والدة زوجها هي الأخرى تنهدت بثقل وهي تهمس بين حالها بنبرة متوجسة
ده ذنب المسكينة إيثار اللي كلنا شاركنا في ظلمها ولسة ياما هيحصل فينا بذنبها
فاقت من غفوتها وقد تخطت الساعة الحادية عشر ظهراتمطأت لتفرد ذراعيها بدلال ووجه ضاحك حين تذكرت وعد حبيبها لهانفضت الغطاء وتحركت إلى الحمام بنشاط وقامت بأخذ حماماخرجت بعد قليل مرتدية البورنسلتتحرك صوب خزانة ملابسها لتختار بعض الملابسانتقت كنزة من اللون الازرق وبنطال أبيض وحجابا من نفس اللون بعد كلام عزة اللائم لها عن عدم جواز ارتدائها للأسود المتوشحة به منذ ۏفاة والدها وأيضا إتباعا لأوامر ديننا الحنيف بعدم جواز إرتداء المرأة للزي الأسودالحداد ما فوق الثلاثة أيام استمعت لطرقات خفيفة على الباب لتدخل عزة التي توسعت عينيها وهي تردد بسعادة
الشمس نورت يا ست البنات عين
العقل إنك قلعتي الإسودالحزن في القلب وعمره ما كان باللبس أبدا
ابتسمت بسعادة لتتطلع بتمعن على تلك الباقة الرائعة من الزهور وعلبة الشيكولاتة المرصوصة بعناية ودقة داخل طبق كريستالي فخم ومغلف بورق السيلوفان الشفاف لتتذكر عزة وتقترب عليها قائلة بمزاح لطيف
الباشا بيصبح
فؤاد هو اللي باعتهم... قالتها بسعادة وهي تتناول باقة الزهور وتميل عليها ټشتم رائحتها العطرة لتجيبها الاخرى بمشاكسة
العاشق الولهان بيصالحك بورد وشيكولاتة زي بتوع الافلامالحارس قالي إنهم