رواية انا لها شمس (الفصل الاول الي الفصل الرابع والأربعون 44) بقلم روز امين كاملة
مبعوتين لمدام فؤاد باشا
شعرت بسعادة الدنيا تغمرها من حبيبها الذي لا يترك مناسبة إلا ويثبت بها أنها إمرأته التي تخصهوضعت الباقة فوق الفراش واقتربت على عزة لتزيل ورق السيلوفان وتخرج إحدى حباة الشيكولاتة وتزيل غلافها لتتناولهاأغمضت عينيها تتذوقها بتلذذ واستمتاعفقد كانت من النوع السادة المحبب لديهاذابت بنعومتها بفمها ومازالت مغمضة العينين مبتسمة تحت سعادة عزة لتفتح عينيها عندما استمعت لصوت رنين الهاتفامسكت هاتفها لتجده فارسها المغوار حيث نطق بنبرة حنون بعد انسحاب عزة للخارج
طعمها حلو قوي تسلم إيدك...نطقتها بسعادة ليسترسل بذات مغزى ووقاحة
ولسه هيبقى أحلا لما أكلها لك بنفسي
ابتسمت وتنهدت براحة ليسترسل بنبرة جادة
إيثار ممكن اللي حصل إمبارح ده ما يتكررش تاني
واستطرد مرتابا
إنت ليه مش مقدرة حجم الخطړ اللي إنت فيه أنا كنت ھموت من ړعبي عليك إمبارح مقدرتش أنام طول الليل كل ما أتخيل إن لا قدر الله كان ممكن يحصل لك حاجة وأنا مش جنبك
أنا أسفة يا فؤادأوعدك اللي حصل إمبارح مش هيتكرر تاني
تنهد لينطق من جديد
وموضوع خروجك من البيت ورجوعك لشقتك القديمة ده تنسيه وتشليه من دماغك نهائيحتى لو زعلنا مع بعضإنت خلاص بقيتي مراتي يعني ده بيتك اللي مش هتخرجي منه غير بعد عمر طويل
حاضر...كلمة أثارته بها لتسترسل مستوضحة
أخذ نفسا عميقا ليجيبها بغموض
خلي كل حاجة لوقتهانتكلم في الموضوع ده بعدين
ما أنا عاوزة أعرف.... قاطعها بنبرة متوسلة
لينطق بقلبه قبل لسانه
حبيبيخلينا مبسوطين النهاردة ومنفكرش في أي حاجة غير في اللي هيحصل بينا وبس أنا عاوزك تبقى ليا بكل ما فيك النهاردة حتى عقلك
أنا مضطر أقفل علشان عندي تحقيق مهمخلي بالك من نفسك وحاولي تستجمي على ما أجي لك
حاضر...نطقتها برضوخ أنثوي أثار حواسه لينطق بنبرة تهيم عشقا
بحبك يا إيثار... قالها بكل ما فيه من هيام ليغلق الهاتف ويتركها سارحة في ملكوت عشقه
بعد قليل هبطت إلى الاسفل لتجد فريال تجلس ببهو القصر تطعم صغيرها اتجهت إليها لتتحدث بوجه مبتسم مشرق في محاولة منها للتودد لها رغم تحفظ الاخرى بمعاملتها
تطلعت عليها بعينين متفحصة لتتعجب فقد كانت مختلفة كليا إبتداءا من تخليها عن الأسود مرورا بنور وجهها المشرق وابتسامتها الرائعة الدالة على راحتها النفسيةأجابتها بهدوء
صباح النور
لتسترسل لخلق حديثا بينهما
صاحية متأخرة النهاردة
ابتسمت الاخرى لاهتمامها لتجيبها وهي تجلس بمقابل مقعدها كنوع من مجاراة الحديث
توقفت عن إطعام صغيرها لتنظر إليها بجبين مقطب وهي تسألها باهتمام ملفت للنظر
ليه
ضيقت الاخرى عينيها متعجبة من ذاك السؤال لتسترسل الاخرى سريعا لتعديل صيغة السؤال
اقصد يعني إيه اللي ماخلاكيش تنامي كويس كنتي تعبانة ولا..
صمتت تحت استغراب إيثار من فضولها المثير للجدل ليقطع صمتهما دخول العاملة التي تحدثت قاصدة بحديثها إيثار
صباح الخير يا مدام إيثار سيادة المستشار وصاني أول
ما حضرتك تصحي أجهز لك الفطار واطلعهولك برة في الجنينة
تمام يا.. صمتت لتسألها بابتسامة مشرقة
هو أنت إسمك إيه
إسمي انتصار يا هانم... نطقتها بوجه بشوش لتجيبها الاخرى بعدما وقفت استعدادا للتوجه للخارج
أوك يا انتصار طلعي الفطار وانا خارجة حالا
ثم حولت بصرها لتلك التي تستمع الحديث باشتعال بقلبها لتتحدث بوقار
بعد إذنك
أومات بابتسامة مصطنعة لتتحرك الأخرى صوب الباب الخارجي لتستقر بعد قليل فوق مقعدا أمام حمام السباحة لتأتي العاملة بعد قليل حاملة صينية بين يديها لترص ما بها فوق الطاولة وتنسحب للداخل تاركة تلك التي بدأت بتناول الطعام بشهية مفتوحة ووجه ضاحك كلما تذكرت كلمات ذاك الذي غمرها بعشقه وأفرط في دلالها بطريقة راقيةانتهت من تناول الإفطار لتأتي العاملة وترفع الأواني وبعد قليل أتت عزة حاملة قدحا من القهوة لتنطق بحبور ودلال
قهوة ست البنات
ابتسمت بسعادة وبسطت يدها لتتناول قدح القهوة قائلة باستمتاع
ميرسي يا عزة تسلم إيدك
نطقت بسعادة بالغة
بالهنا والشفا يا حبيبة قلبي
اطالت النظر بعينيها لتسترسل بمشاكسة
شكلنا هنستقر هنا وست البنات هيكون مكانها في جناح الباشا قريب
اتسعت عيني إيثار وتوردت وجنتيها لتتحدث بابتسامة خجلة
إيه اللي بتقوليه ده يا عزة عيب كدة
ضحكت لتتحدث بمداعبة
هو إيه ده اللي عيب كفانا الشړ ده جوزك حلالك اللي بېموت فيكي
قطبت جبينها تتطلع عليها لتقول بنبرة ساخرة
بېموت فيا مرة وحدة ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالها لك يا أم العريف
ضحكت لتجيبها بتأكيد
وهي دي محتاجة حد يقولها لي
طب ده الجدع إتفزع وقلبه كان هيخرج من صدره أول ما دخل الصبح ولقانا بنلم حاجتنا في الشنط لولا الملامة كان جري عليك وأخدك في واترجاكي ما تسيبيه
ابتسمت إيثار بسعادة لتسترسل الاخرى بملاطفة
العيون بتفضح الحبيبة مهما خبوا عنيهم بتفضحهم وسيادة المستشار عيونه فضحته والنبي الراجل دايب في جمالك يا ست البنات
اكتسى وجهها بحمرة الخجل لتنزل بصرها للاسفل مبتعده عن مرمى عيني تلك المراقبة لتغيراتها بسعادة قطع تلك اللحظة إقبال فريال التي تحدثت بنبرة جادة إلى عزة
إعملي لي فنجان قهوة لو سمحتي يا عزة
من عنيا يا ست هانم حالا هيكون عندك أحلا فنجان قهوة...نطقت كلماتها لتنسحب للداخل في حين تحدثت فريال بابتسامة مصطنعة
تسمحي لي أشرب قهوتي معاك
أكيد طبعا إتفضلي... نطقتها باشارة من كف يدها للجلوس جذبت المقعد وجلست لتقابلها ثم تحدثت بنبرة جادة
هو إنت مش هترجعي لشغلك تاني
اجابتها بهدوء
هرجع أكيد
لتستطرد بحرج ظهر بعينيها
المسألة مسألة وقت مش أكتر
هزت رأسها بتفهم لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تنطق بنبرة مترددة
عاوزة اتكلم معاك شوية بخصوص فؤاد يا إيثار
نظرت لها إيثار بتمعن لتتنفس الأخرى بعمق قبل أن تسألها بعينين مترقبة
هو أنت نمتي في أوضة فؤاد إمبارح
قطبت جبينها بعدم إستيعاب لسؤالها لتسترسل الأخرى بتفسير أشمل
حصل بينك وبينه حاجة يعني
اتسعت عيني إيثار لتستطرد الاخرى بجرأة تصل لحد الوقاحة
من الأخر كدة انا شفتك إمبارح بالليل وإنت داخلة أوضته
لتسألها مستفهمة
إحتدم داخل إيثار من وقاحة تلك مفتقرة الأدب لتهتف بنبرة حادة
من فضلكمينفعش تكلميني بالطريقة دي
واستطردت بنبرة صارمة وعيني تشتعل من شدة ڠضبها
ثم إنت مش شايفة إنك بتدخلي في أمور خاصة وميصحش تسألي فيها!
إلى هنا واشټعل داخل فريال لتهتف بنبرة صارمة وعينين حادة كشرت بهما عن أنيابها
كل حاجة تخص فؤاد تخصني أكتر مما خيالك يصور لك
فؤاد أخويا الوحيد ويهمني أمره...نطقتها بعينين حادتين لتغمض عينيها وتطلق زفيرا يهديء من حدتها لتفتح أهدابها من جديد وتحدثها بعدما تحولت نظراتها لهادئة
إسمعيني كويس يا إيثار أنا زي ما خاېفة على أخويا فأنا كمان خاېفة عليك إنتوا متنفعوش لبعضده غير إنك ست عندك ولد ومحتاجة حياة مستقرةعلى الأقل علشان إبنك يستقر نفسيا بدل ما انت بتتنقلي بيه من بيت لبيت
نزلت كلماتها المهينة كنصل حاد لسکين مدبب الأطراف غرس بقلبها بكل جبروت ليقطر دمابقلب يأن ألما وصوت خاڤت سألتها
أنا مش فاهمة إنت تقصدي إيه بكلامك ده!
أخذت نفسا عاليا قبل أن تتحدث بما قضى على أمال تلك معډومة الحظ
إحنا عارفين حقيقة جوازك من فؤادوعارفين إن فؤاد عمل كدة شهامة منه علشان يحميك من إخواتك اللي كانوا عاوزين يرجعوك لطليقك ڠصب عنك
اتسعت عينيها بهلع لتسترسل الاخرى كڈبا بما جعل قلب الاخرى يتلوى قهرا
فؤاد قال لنا على العقد المزور اللي وراه لإخواتك وحكى لنا كمان إنه أول ما وصل بيك القاهرة أخدك وراح عند مأذون شرعي وكتب كتابه عليك علشان لو إخواتك قدموا فيه بلاغ يكون جاهز وكل شيء قانوني
بصعوبة أخرجت كلماتها بتخبط أوضح تشتتها
فؤاد هو اللي قالك الكلام ده
أجابتها مؤكدة بزيففقد قصى فؤاد على والده ما حدث أما فريال فقد علمت من والدها وليس من فؤاد كما تدعي
أيوةفي اليوم اللي جابك فيه على البيت إنت وإبنكبعد ما طلع معاكم فوق نزل وحكى لنا أنا وبابا وماما
واسترسلت بقلب حزين صدقا لأجلها بعدما رأت شتاتها
أنا مش ضدك يا إيثار بس مش عوزاك تبني أحلام وتتأملى إنها هتتحقق وفي الاخر تتصدمي لما تكتشفي إنها مجرد أوهام وتبقى زي اللي بنى بيته على الرمل وفرح بيه لحد ما جت أول موجة ومحت أي أثر ليه
إغرورقت عينيها بدموع القهر والألم لتتابع الأخرى بصوت متأثر
مش عوزاك تزعلي مني أنا حبيت أقصر عليك الطريق وأفوقك قبل ما تصحي تلاقي نفسك غرقانة في حكاية هتطلعي منها خسرانة كتير
لتستطرد بتأكيد
من الأخر كدة فؤاد أخويا لا بتاع حب ولا جوازأنا وبابا وماما لينا سنين بنحاول معاه وهو رافضمش حابب يعيد تجربة الجواز مرة تانية
تحاملت على حالها واستندت بساعديها على جانبي المقعد لتقف فارده ظهرها وتحدثت بصوت لإمرأة مهزومة
أنا مش زعلانة منك بس حابة أوضح لك طبيعة العلاقة بيني وبين سيادة المستشار
كل اللي قولتيه أنا عرفاه وعارفة حدودي كويس سواء في علاقتي معاه أو حدودي هنا في البيت
تعمقت بعينيها لتسترسل
ومتقلقيش أنا مش مطولة هناوأول ما ظروفي تتحسن هاخد إبني وأرجع لشقتي وشغلي وأمارس حياتي بشكل طبيعي أنا قاعدة هنا بشكل مؤقت لحد ما طليقي واخواتي يزهقوا ويخرجوني من حسباتهم
أومأت فريال برأسها بجمود لتتحرك الأخرى في طريقها لدخول المنزل لكنها سرعان ما استدارت لتتحدث بصوت قوى لإمرأة شامخة
على فكرة يا مدام فريال أنا كنت رايحة أوضة سيادة المستشار علشان هو كان باعت لي بخصوص خروجي من غير حراسة إمبارح ومكملتش عشر دقايق ورجعت على أوضتي نمت مع إبني
أنزلت فريال بصرها للأسفل لتتحرك إيثار صوب الداخل ومنه إلى الاعلى لتغلق عليها باب الغرفة مطلقة العنان لدموعها التي انهمرت پقهرا على ما وصلت إليهتنفست بقوة لتنوى الرحيل عقب استقرار الوضع وذلك بعد كل ما تعرضت إليه من إهانات داخل ذاك المنزل
أمسكت الهاتف لتطلب من عزة انتظار صغيرها لحتى العودة من مدرسته والصعود به مباشرة وذلك بعدما شعرت بحاجتها لضمة صغيرها لتستمد منه قوتها وصمودها
بعد عدة ساعات
عاد فؤاد من عمله عندما حل المساء ليصعد سريعا لجناحه على أمل أن يملي عينه برؤية من ملكت القلب أمسك مقبض الباب وفتحه بقلب يرتجف ويكاد ينخلع ليسبقه إليها من شدة سعادتهتطلع للمكان بعينين متشوقتين لكن سرعان ما اختفت البسمة حين وجد المكان مظلما وخالي من أميرتهضغط على زر الإضاءة ليستكشف ما إذا
كانت نائمة تنتظره بفراشه فانهدمت أماله عندما رأى الفراش مرتبا ليحول بصره سريعا نحو باب الحمام ليجده مظلما أيضا ليتأكد من عدم زيارتها لجناحه من الاساسفكر بأن يذهب لغرفتها بعيون زائغة متشوقة وجدها تتوسط الفراش ممسكة بكتيب لإحدى قصص الأطفال تقص منه لصغيرها القابع فوق ساقيها يستمع لما تقص بإنصاتهلل الصغير عندما رأه فتحدث مبتسما وهو يتجه نحوه
ازيك يا چو
الحمدلله يا انكل...نطقها بابتسامة واسعة عبر من خلالها عن