رواية صراع الذئاب الجزء الثالث بقلم ولاء رفعت
و أنا مش هكمل ف المستشفي بتاعتك والعقد إبقي علقو ع الحيطه ذكري ذي الذكريات الي قبله
نهض من مكانه وأقترب منها لينحني أمامها بجذعه محاوطا إياها بزراعيه مستندا ع مساند المقعد ... يحدق بداخل عينيها التي يري فيها التوتر والقلق والخۏف وحبها له التي مازالت تحفظه بداخلها ... قال
هتيجي يا علياء وهتشتغلي
ده قراري أنا وأنا حره أرجع ولا لاء
يوسف
لاء قراري أنا يا علياء
مساء الخير ... ياولاد ... قالتها والدة علياء التي ولجت للتو
إبتعد يوسف عن علياء بحرج ليعتريها الخجل ...
يوسف مساء الخير
يا طنط ... حضرتك عامله أي
تأملت ملامحه وقالت
أنا حاسه إن شوفتك قبل كده
والدتها
فيك الخير يابني .. هي قعدت منها لما عرفت إن صاحبها يبقي الدكتور الي كان جاي يخطبها و.....
قاطعتها علياء وهي تنظر لها بأن تصمت وقالت خلاص يا ماما الدكتور جه عشان يطمن مش أكتر
يوسف وأنا
الحمدلله أطمنت .. وزي ما قولتلك يا دكتوره علياء مستنين حضرتك ... عن إذنكو
ما تقعد يابني وأشرب العصير
يوسف
معلش يا طنط خليها مرة تانيه ... الأيام جايه كتير
والدتها ع راحتك يا بني ... ربنا يوفقك أنت وبنتي وكل الي زيكو يارب
يوسف
تسلمي ربنا يخليكي
علياء
ثواني هاوصل حضرتك للباب
وعند الباب همست له وقالت
إنسي إن إرجع المستشفي تاني وإن أتعامل معاك أصلا
أجابته بإستنكار
ولا حطاك ف دماغي أصلا
يوسف بس حطاني ف قلبك الي لسه بيحبني وبيدق ليا ... بدليل إنك لسه متجوزتيش ولا أتخطبتي لحد دلوقت
أجابت وهي تجز ع أسنانها وقالت
وأنت مالك وبتدور ورايا ليه !!
يوسف
إنتي ناسيه إن ملفك عندي ف المستشفي!
يوسف أوك .. ع العموم أنا مستنيكي بكره
علياء وأنا مش جايه
إبتسم بسخريه وقال بإصرار
مستنيكي يا علياء ... سلام
أوصدت الباب خلفه وقلبها يخفق بقوة .. ركضت إلي غرفتها لم تدري بحالتها هل هي سعيدة أم حزينة ....شردت ف ذكريات ذلك اليوم ...
فلاش باك
ترتدي ثوب أنيق وف أبهي زينتها ..
علياء حلو الفستان يا ماما
والدتها صاحبته أحلي وأجمل
علياء جهزتي كل حاجه ... ده خلاص كلها ربع ساعه وهيجي هو وأهله
والدتها
ربنا يتملك ع خير يابنتي ويسعدك
علياء أومال بابا فين
والدتها مريح ف أوضته عقبال ما الناس تيجي
علياء هاروح أقيس له الضغط ليكون يا حبيبي عالي عليه تاني
وقبل أن تذهب إلي والدها صدح رنين هاتفها معلنا عن وصول رسائل ...
علياء شكله يوسف .. قالتها والبسمه لاتفارق محياها ... فتحت الرسائل لتجدها صور مرسلة .. تحولت بسمتها إلي تجهم وصدمة حينما رأت صور خطوبة يوسف وإنجي مرسلة إليها رقم غير مسجل وبأسفل أخر صورة رسالة نصيه وكان محتواها
معلش بقي هو مكنش ليكي من الأول بس إنتي الي بتحبي تحلمي ... مع تحيات أنوجة خطيبة وحرم الدكتور يوسف البحيري
ألقت الهاتف بقوه ع الأرض وأجهشت بالبكاء ... فتوقفت عند سماع صړاخ والدتها ع والدها الذي ټوفي للتو
فكان حالها أصعب حال ... فراق حبيبها الذي خان قلبها من نظرها وفراق والدها التي كان لها الأب والصديق والحضن الدافئ الذي كانت ترتمي بداخله عندما تبكي
باااااك
عايزني أرجع !! من عينيا يا يوسف بس والله لأندمك ع كل لحظة عشتها اليوم ده ... قالتها علياء
بداخل إحدي مشافي الأمراض النفسية والعصبية ....
تجلس إنجي ف ركن مظلم بالغرفة تتلفت من حولها وكأن شئ يطاردها ... تهذي بكلمات ظلت ترددها منذ مجيئها إلي المشفي بعدما حكمت المحكمة عليها بإيداعها بداخل مشفي للأمراض النفسية ...
تحتضن دمية صغيرة وتقول سيبلي لوجي يا يوسف ... أنا مش هاعمل كده تاني ... أنا خلاص خلصت منه مش هيبقي ف حياتنا تاني
صمتت عندما تخيلت چثة مروان أمامها تستيقظ وقطرات دمائه تنسدل ع جسده وملامح وجهه مخيفه يقترب منها ويريد أن يقبض ع نحرها فأخذت تصرخ وتقول
أبعدوووووه ... لاااااااااااااا ...اااااااااااااااااااااااه
وبخارج الغرفة ...
هي الولية الي جوه دي مش هتتهد من ساعة ما جت وهي عماله تصرخ لما صدعت دماغنا ... قالتها الممرضة
فأجابت عليها زميلتها دي بعيد عنك جاية ف چريمة قتل عشيقها
ودماغها لاسعت
الممرضة ياستي أنتي بتصدقي هتلاقيها بتمثل عشان ميتحكمش عليها بمؤبد
لاء دكتور ماهر لما عملها كذا إختبار لاقها فعلا إتجننت
واقفه عندك إنتي وهي بتعملو أي ... قالها الطبيب
الممرضة أبدا يا دكتور كنا بنطمن ع الحالة الي جوه عماله تصرخ
الطبيب طيب حضرلي حقنة المهدأ وحصلني ع جوه
ولج إليها الطبيب ليجدها تصرخ وتتشبث پالدمية بقوة ولم تهدأ إلا عندما جاءت الممرضة وأعطتها إبرة المهدأ
السلام عليكم ورحمة الله ... السلام عليكم ورحمة الله ... قالتها ياسمين التي أنتهت من صلاتها للتو ونهضت لتلتفت خلفها
تقبل الله ... قالها ياسين
لم تعايره بأي إهتمام وتركت ما بيدها وكادت تغادر الغرفة فأمسكها وقال
وبعدين يا ياسمين هنفضل كده ع الحال ده لأمتي !!!
رمقته بسخط وقالت أنت مصدق نفسك إنك جوزي بجد ... أنا كل ما أشوفك بفتكر الي عملته فيا والپهدلة الي حصلتلي بعدها بسببك
ياسين طيب أعمل أي يرضيكي ويخليكي تسمحيني
ياسمين عيزاك تبعد عني وملكش دعوة بيا
ياسين إزاي !!! ... أنا بحبك يا ياسمين ومش قادر أبعد عنك أكتر من كده
ياسمين صعب أنسي بسهوله أنت
كسرت جوايا حاجات مستحيل ترجع تاني ... تقدر ترجع كوباية مکسورة زي ما كانت قبل ماتتكسر !!!
نظر إليها بقلة حيلة وقال إيديني أنتي فرصة أخيرة أثبتلك فيها إن بحبك ومستعد أعمل كل حاجة عشانك
تنهدت ثم قالت سيب الي مابينا ده للأيام تداويه ... يمكن يجي يوم وأسامحك وأسامح نفسي
ياسين وأنا مش هيأس وهفضل مستني اليوم
في قصر العزازي ...
يجلس ع المائدة ينتظرها وهو ينظر إلي ساعة يده
داده زينات ... صاح بها قصي
جاءت إليه مسرعه وقالت
أمرك يا قصي بيه
قصي هي إتأخرت ليه
زينات معلش يا قصي بيه أصلها تعبانه شويه ومش قادره تنزل
نهض وقال بقلق
ومبلغتنيش ليه ع طول ... خلي كنان يتصل ع الدكتور بسرعه ... وأنا طلع أطمن عليها
قالها وصعد إلي أعلي ثم ولج إلي الغرفه فلم يجدها ف الفراش .. نادي عليها
صبا ... صبااااا
ليستوقفه صوت تأوهاتها الصادر من المرحاض ... ركض إليها فوجدها تجثو أمام قاعدة المرحاض تفرغ ما بجوفها بإعياء
صبا ... مالك يا حبيبتي ... قالها قصي وهو يحتضنها من ظهرها ويمسد ع خصلاتها
أجابته بصوت واهن
شكلي واخده برد ف معدتي
تنهد وقال
عارفه ده بسبب التكيف الي مرضتيش أخليني أقفله إمبارح وإحنا م.....
قاطعته بصياح
خلاص ... خلاص أسكت عرفت ... أعمل أي كان الجو حر إمبارح
غمز إليها بعينه وقال
ومين الي كان محرر الجو
لكزته ف صدره ونهضت
أبعد عني مش طايقه ريحة البرفيوم بتاعك
قصي ليه ما كنت حلوة إمبارح .. فأردف بتقليد نبرة صوتها
الله ياقيصو ريحتك حلوة رش حبه كمان ... ومناخيرك كانت لازقه ف صدري ورقبتي
صبا والنهارده مش طيقها خلاص ... أبعد بقي عشان مش قادره أستحمل
قال بعناد مازحا
لاء مش هابعد
قالها وعانقها بإصرار ... فصاحت بحنق
بس بقي ياقصي بقولك مش قاد ....
لم تكمل فدفعته بقوة وألتفت إلي قاعدة المرحاض وأخذت تفرغ كل ما ف معدتها لتشعر بدوار شديد وسقطت بإعياء ليلحق بها يحملها ع زراعيه إلي التخت ...
وبعد قليل جاء الطبيب ليتفحصها تحت نظرات قصي الذي يجز ع فكه من شعور غيرته الشديد لكنه تحمل من أجل الإطمئنان عليها
أطمن حضرتك كل ده طبيعي ف الفترة دي ... ولازم تاخد بالها من أكلها كويس عشان ضغطها منخفض وده غلط عليها وع الجنين ... قالها الطبيب
تسمر قصي بمكانه وأتسعت حدقتي صبا بإندهاش ليتفوها معا
جنين !!
إبتسم الطبيب وقال
مبروك ياقصي بيه ..مبروك يامدام صبا
قصي بفرحة غير مصدق قال
الله يبارك فيك يا دكتور
الطبيب برضو عشان تطمنه ع حالة الجنين لازم متابعة مع دكتور نسا وإن شاء الله خير ... عن إذنكو
غادر الطبيب ... ليقترب قصي من صبا التي تحدق به
غير مصدقه ما قاله الطبيب
أنا حامل ياقصي !! .. هيبقي عندنا بيبي !! هابقي ماما !!
عانقها قصي بقوة وقال
اه يا قلب قصي هتبقي ماما وأنا هابقي بابا
صبا بسعادة قالت
أنا نفسي يكون ولد ويطلع شبهك وياخد حنيتك وقلبك الطيب
قصي لاء أنا نفسي ف بنوته تكون نسخه منك
صبا يا حبيبي كل الي ربنا يجيبه خير ... المهم يجي أو تيجي بالسلامه
قصي والأهم منهم أنتي تقومي بالسلامه يا حبيبتي
صبا قصي
قصي قلبه ... أؤمري يا روحي
صبا ممكن طلب عشان خاطري
قصي نفسك ف أي وأنا هاجيبه لحد عندك ومابين أيديكي
رمقته بقلق وقالت
ممكن تسامح كارين ويونس وتخليهم يرجعو مصر ... أنا مش عارفه أي سبب كارهيتك أوي كده ليونس وخاصة خالي
حدق بها بنظرات حاده فقال
أومي إلبسي
صبا هانروح فين
قصي
مش عايزه تعرفي السبب ... إسمعي الي بقولك عليه وهاتعرفي كل حاجه
في إيطاليا ...
تتجول بالغرفة باحثة عن شئ ما ...
ياربي راح فين أنا كنت قلعته ع الكومودينو ... قالتها كارين
ولج يونس وقال
مالك قالبه الأوضه وبتدوري ع أي
كارين
ع الخاتم بتاعي مش لقياه
يونس سمي الله ودوري كويس وممكن تلاقيه واقع تحت السرير ولا حاجه .. أنا هاروح إعمل كوبايه نسكافيه تشربي معايا
كارين لاء شكرا ...بسم الله ... قالتها وظلت تبحث أسفل التخت لم تخد شيئا بينما وهي تسند يدها ع الفراش وجدت بين طياته شريط دواء ينقص منه بضع حبات ... وكانت الصدمه عندما علمت إنه يمنع الإنجاب ... ليأتي ف ذاكرتها مايلي ...
فلاش باك ...
عاملك أحلي سموزي موز وفرواله وكنتالوب لأجمل فنانه ف إيطاليا ... قالها يونس وهو
يعطيها كأس عصير بينما هي كانت ترسم لوحة
إبتسمت وقالت
ميرسي يا روحي ... ع طول مدلعني كده وكل يوم تعملي عصير شكل .. أنا مش أد الدلع ده كله
يونس وأنا ليا مين غيرك يا روحي