الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية صراع الذئاب الجزء الثالث بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز

أدلعه وأحبه وأموت فيه كمان 
كارين ربنا مايحرمني منك يا قلبي 
يونس ها وريني فنانتنا بترسم أي 
كارين دي لوحة من مجموعة لوح بعنوان الطفوله 
تأمل اللوحه وقال واو ... أتطورنا وبقينا بنعرف نرسم بورتريهات دي أنتي أتفوقتي عليا 
كارين الفضل يرجعلك يافنان 
يونس بس أي ده ... البيبي ده شبهي أوي 
كارين آه ده بإذن الله هيكون شكل إبننا 
قال بتوتر إإ إنتي لسه بتفكري ف الموضوع ده 
حدقت ف اللوحه بسعاده وقالت  
ده حلم حياتي يا يونس .. نفسي ربنا يرزقني ببيبي وياريت كمان يكون شبهك 
يونس بس أنا خاېف عليكي يا حبيبتي 
كارين الطب أتقدم وبالتأكيد فيه حل لحالتي وإن ممكن أحمل وأخلف زي أي واحده ... نفسي أكون أم يا يونس 
أبتلع ريقه بغصه ... ليأخذها بين زراعيه وعانقها بقوه ويمسد ع ظهرها وقال  
إن شاء الله يا حبيبتي 
بااااك 
 بالطابق الأسفل ينتظرها ممسكا بكوب القهوة ... وجدها تهبط الدرج وترتدي حقيبتها 
يونس أنتي خارجه ولا أي
حدقت ف عينيه لثوان ثم قالت  
آه إتصلو بيا من الجاليري عايزني ف حاجه وراجعه ع طول 
يونس طيب إستني هغير وأوصلك 
كارين لاء خليك يا حبيبي مش هتأخر كلها ساعتين بالكتير وهاكون عندك .. يلا سلام 
قالتها وغادرت لتستقل سيارة أجرة ... وطلبت من السائق أن يوصلها إلي المشفي 
 بداخل العيادة ...
الحوار مترجم 
 عزيزتي ليس لديك أدني مشكلة للإنجاب لكن التحاليل التي أمامي تقول إنك تتناولي وسيلة لمنع الإنجاب ... قالتها الطبيبة 
يعتريها الشعور بالصدمة فقالت  
لكن أنا لا أتناول شيئا ع الإطلاق 
تنهدت الطبيبه وقالت  
لا أعلم ... لكن التقارير تقول عكس ذلك 
نهضت وهمت بالمغادره وقالت 
شكرا لكي كثيرا 
غادرت العيادة والمشفي بأكمله ... سارت ف الشوارع وهي تبكي ... تشعر بالخداع ... طالما ترجته أن لايحرمها من
ذلك .... 
وصلت إلي المنزل وولجت إلي الداخل فألتفتت إلي ورقه معلقه ع الحائط مدون بها 
حبيبتي أنا رايح مشوار بسرعه وجاي أوعي تنامي إستنيني 
بحبك 
إنتهت من قراءتها وطوت الورقه بقبضتها لتلقي بها أرضا .. صعدت إلي الغرفة ... وإتجهت إلي الخزانه أخرجت منها حقيبة ووضعتها ع التخت وأخذت تضع بداخلها جميع ثيابها ومتعلقاتها الشخصية ...
أخرجت هاتفها من حقيبتها الخاصة وأجرت إتصالا...
 الو .. مرحبا .....
 وصل إلي المنزل يحمل ع يده علبة بداخلها قالب حلوي واليد الأخري حقيبة هدايا ... ولج إلي الداخل مناديا  
كارين .. كوكي .. حبيبتي أنتي جيتي ولا لسه 
وضع مابيده فوق المنضده ليجد الورقة منكمشه وملقاه ع الأرض 
صعد إلي الأعلي ... وولج إلي الغرفه ليجد الخزانه مفتوحه وفارغه من ثيابها ... أنتابته الصدمه فأخرج هاتفه وأجري إتصالا عليها فوجد هاتفها مغلق .. زفر بحنق ليلتفت إلي تلك الرساله فوق طاولة الزينة وبجوارها شريط الأقراص .. وكان محتواها 
أنا حبيتك لدرجة إن مستعده أضحي بحياتي عشانك ... لكن ع أد حبي ليك كانت صدمتي لما أكون عايشه معاك وأنت بتخدعني وعايز تحرمني من الحاجه الي بحلم بيها من غير حتي تديني حق الأختيار ... ياريت متدورش عليا لأنك مش هتلاقيني ... بس حبك هيفضل عايش جوايا 
مع السلامه يا حبيبي 
كان يقرأها وعينيه لم تصدق ... عقله لن يستوعب ... صاح پغضب وبزمجرة دوت ف أرجاء المنزل وأخذ يبكي وكأنه طفل تركته والدته ولم تعود إليه مرة أخري .
 أذعنت لأمره ونهضت لتبدل ثيابها وغادرت القصر برفقته .... لتنظر بتعجب عندما توقفت السيارة أمام ضريح مقاپر مكتوب بأعلاها ضريح عائلة العزازي.... فقال أنزلي 
ترجلت من السيارة ليأخذها ويقف أمام قبر محفور عليه من الخارج ... زينب عبدالرازق المنياوي 
فقالت مين زينب 
أجاب وملامحه يكسوها التجهم والإمتعاض  
أمي الله يرحمها... كانت بتشتغل ف قصر البحيري زمان ....
فلاش باك ......
تبكي تلك الجميلة ذات العيون الزيتونية والبشرة الحنطيه وشعرها البني المجدل ...
 حرام عليك يا عزيز ده أنا حبيتك وأمنتلك وسلمتلك نفسي لما حسيت بحبك ليا وإنك هاتتجوزني ... قالتها زينب ذات العشرون عاما 
أجابها عزيز  
ڠصب عني يا زينب .. متعرفيش بابا لما عرف بعلاقتنا وقولتله إن عايز إتجوزك عمل فيا أي ... طردني من الشركة 
زينب  
خلاص تعالي نسيب القصر ونسكن ف أي حته 
عزيز  
صعب يا زينب ... أقف أدام بابا 
زينب 
والي ف بطني !! إبنك ياعزيز 
عزيز  
مفيش حل غير إنك تنزليه 
زينب  
أنزله !!!
 زينب تعالي حكيم بيه عايزك ف المكتب ... قالتها سميرة 
نظرت إلي عزيز فولاها ظهره ... ذهبت إلي حكيم ذلك الرجل المعروف بصرامته وقوته لم يستطع أحد أن يعارضه أو يقف أمامه ...
دخلت بخطي هادئة تنظر إلي أسفل تبلع ريقها پخوف من ذلك الرجل ذو المظهر المهيب والمخيف ف آن واحد 
أنا عشان خاطر والدتك الله يرحمها ومعزتها عند أم عزيز هاكتفي بطردك من القصر ... قالها حكيم بصوته الأجش 
زينب  
حكيم بيه حضرت.....
قاطعها وقال  
مش عايز أسمع ولا كلمه ... بس عايزك تحطيها حلقه ف ودانك مينفعش إبن الأكابر يتجوز الخدامه .. أظن إنك فهمتي قصدي من غير ندخل ف مواضيع ملهاش لازمه 
أومأت له وعينيها تبكي ف صمت وذهبت ...
بعد مرور 7 شهور ... ف شتاء عام 1984 ف إحدي قري الصعيد النائية ... تهطل الأمطار بغزارة بصوت مختلط بصړاخ زينب التي داهمها آلام المخاض
 يلا هانت الراس ظهرت ... قالتها المولده وتقف بجوارها عمة زينب 
العمة إستحملي يا ضنايا 
زينب بصړاخ  
مش قادره يا عمتي ... هامووووت 
قالتها ليأتيها ألم بقوة لم يتحملها أعتي الرجال فأطلقت صړخة دوت ف الأرجاء ويليها صوت بكاء ذلك الرضيع 
المولده ألف مبروك واد كيف الجمر يتربي ف عزك يا بتي
العمه هاتسميه أي يا زينب 
نظرت إلي رضيعها الملطخ بدماءها وقالت هاسميه محمد
 وبعد أيام ... 
تحمل مولدها وع يدها حقيبة ... 
 أهربي بسرعه يا زينب جبل ما جدك يعطر عليكي هيجتلك أنتي وولدك ... قالتها العمه 
زينب مليش حد ف مصر يا عمتي 
العمة أرجعي الجصر لحكيم بيه وجوليلو إن الي ع يدك ده يبجي إبن عزيز ولده 
 وعندما ذهبت إلي القصر كانت الصدمة حينما رأت تلك الأنوار والموسيقي ليخبرها إحدي الحراس إنه حفل زفاف عزيز و جيهان إبنة رجل الأعمال زيدان الدالي ... شعرت وكأن الدنيا تنغلق ع نحرها .. ركضت وع يدها صغيرها سارت به ف كل الشوارع والحواري والأزقه حتي خارت قواها لتجدها سيده مسنه تعيش بمفردها أخذتها ف منزلها ... ومرت الأيام حتي كبر ذلك الصغير فقررت الذهاب إلي القصر وعقدت العزم بإن تخفي أمر نجلها ... إستقبلتها جيهان وجعلتها تعمل بالقصر وعندما رأها عزيز قام بټهديدها إن لو أفصحت عن أمر علاقتهما القديمة وأخبرتها وأخبرت والده بأن لديها طفل منه سوف يأخذه منها عنوة وېقتله ويلقي بها إلي أهلها بالصعيد 
سمع ذلك الصغير كلمات والده القاسيه فدمعت عيناه ونبتت الكراهيه بداخل قلبه نحوه ... 
ظن حكيم إن ذلك الطفل إبن رجل أخر قد تزوجته زينب عندما طردها من القصر ... كان يعاملهما بقسۏة ... خشيت زينب ع إبنها من بطش والده وجده .. حتي أتي لها الصغير يوما بكي إليها وأشتكي إن أصدقائه لهم أب وهو ليس لديه ... فاض بها الأمر حتي ذهبت إلي عزيز ....
 أنتي إتجننتي عيزاني أعترف بيه إزاي وأقول لبابا أي ولا جيهان مراتي أي !! عيزاني أقولهم إن مخلف من الخدامه !! ... صاح بها عزيز 
زينب  
حرام عليك .. أنت معندكش قلب مش كفايه لحد دلوقت ملهوش شهادة ميلاد ! أنا مش هاسكت وهاروح أحكي لجيهان هانم ع كل حاجه 
صفعها عزيز فركضت تبكي .. ذهب ليخبر والده وحينها إستمعت إليهم جيهان دون أحد أن يراها ... فأخبره حكيم بأن يأخذ الصغير ويقوم بطردها بعد إن يحيك لها سړقة المجوهرات الخاصة بجيهان ....
لم تصدق جيهان مدي قسۏة وجبروت ذلك الرجل وكذلك زوجها ...
فذهبت تبحث عن زينب لتخبرها أن تأخذ حذرها لكن وجدت حكيم قد سبقها ورأته هو ينهرها ويسبها ويصفعها ويحاول أن يأخذ الصغير من يدها تدخلت جيهان ع الفور ... خشي أن تعلم شيئا فأخبرها إنه يقوم بتأديبها لإن رأها إحد الخدم وهي تحاول سړقة مجوهراتها 
وف تلك الليلة قررت زينب الهروب بعد أن ساعدتها جيهان وأخبرتها ع ماينوي فعله حكيم وإبنه عزيز
هربت هي وصغيرها ذو العشر أعوام ولكن وهي تبحث عن ملجأ لهما صډمتها سيارة وهي تدفع صغيرها لتحميه ... ترجل ذلك السائق وقال  
لا حول ولا قوة إلا بالله مش تاخدي بالك ياست 
 هاتها يا شفيق ف العربية نوديها المستشفي بسرعه ... قالها ذلك الرجل الذي يجلس ف المقعد الخلفي ذو مظهر أنيق وراقي 
السائق أمرك يا رسلان بيه 
بكي ذلك الصغير ويمسك بوالدته فأخذه السائق وأنطلق بهم جميعا إلي المشفي ... 
وبالمشفي ... وضعت الممرضات زينب ع التخت المعدني المتحرك ...
السائق رسلان بيه مش هاتطلع تطمن ع كاريمان هانم زمانها ولدت 
رسلان هاطلع بس أستني هاطمن ع الست دي الأول 
 رسلان بيه الست الي عامله حاډثه عايزه حضرتك ... قالتها الممرضه 
ذهب إليها رسلان
زينب بنبرة يغلب عليها الإعيان والوهن الشديد  
أرجوك يا بيه ... تاخد بالك من إبني ... ده ملهوش حد غيري ف الدنيا 
رسلان إن شاء الله هتقومي بالسلامه وتربيه وتفرحي بيه 
لم تجيب سوي بدمعه إنسدلت من عينها وهي تحدق بإبنها الذي يمسك بيدها ويقول  
ماما مټخافيش ... أنا مش هاسيب حقك 
 لا إله إلا الله ... قالها رسلان وهو يبعد الصغير الذي يمسك ف والدته وظل ېصرخ بها 
 إصحي يا ماما ... متسبنيش ...هاخدلك حقك منهم كلهم ... بس أصحي 
ضمھ رسلان إلي صدره بحنان أبوي وأخذ يربت عليه ... وف نفس التوقيت جاء إليه سائقه والطبيب يخبره بأن زوجته التي كانت تضع مولدتها قد توفت بسبب إنها مريضة قلب ولم تتحمل حينها ... جاءت الممرضه تحمل المولوده الصغيره وتعطيها لرسلان وتقول  
تتربي ف عزك إن شاء الله .. هاتسميها أي حضرتك 
أخذها ليحتضنها وعبراته أنسدلت 
فقال وهو يحدق ف عينين الصغيرة  
كارين ...هاسميها كارين زي ما كانت مامتها عايزه 
أنتبه رسلان إلي
36  37  38 

انت في الصفحة 37 من 38 صفحات