رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول
بنشاط وحماس استلمت مي زمام المبادرة وقالت وهي تمسك بالحقيبة سأحمل حقيبتك عنك أميرة
لكن بمجرد خروج أميرة استردت حقيبتها بحزم وقالت بثقة سأحملها بنفسي
أعادت في الحقيبة إليها على الفور ونزلنا الدرج معا بما أن لا سيارة لديهما كان عليهما الاعتماد على سيارة الأجرة للتنقل
للأسف كان الوقت هو فترة المناوبة بين سيارات الأجرة ولم يتوقف أي منها لهما شعرت أميرة بالإحباط وفي تلك اللحظة اقتربت فجأة سيارة رولز رويس
مقعد السائق كان يبدو متسلطا غامضا وساحرا
كانت مي مذهولة من المنظر هل هذه سيارة الرئيس البشير تساءلت
بدهشة
اركبا السيارة سأوصلكما إلى هناك عرض أصلان بلطف غير معتاد
ردت أميرة بأدب لا حاجة لذلك شكرا لك ومع ذلك لم يكن أصلان ينوي المغادرة نظر إليها بعيون عميقة وأصر اركبا السيارة
أسرعت هي التي كانت متحمسة للغاية لفتح باب الراكب وقالت أميرة لا يمكننا الحصول على سيارة أجرة الآن سنتأخر لذا دعينا نستقل سيارة الرئيس البشير ودفعت أميرة إلى السيارة
ثم فتحت الباب الخلفي وجلست في المقعد الخلفي
جلست هي التي كانت تعيش لحظة من السعادة في المقعد الأمامي بجانب أصلان كانت متوترة وعصبية طوال الوقت
أما أميرة فكانت تجلس في المقعد الخلفي وبمجرد رفع رأسها التقت نظراتها بعيون أصلان العميقة عبر المرآة الخلفية نظرت بسرعة خارج النافذة حيث بدأت السيارة تتحرك متجهة نحو الشارع التجاري
بعد نصف ساعة وصلت السيارة إلى متجر في الشارع التجاري خرجت مي بحذر وقالت أميرة بسرعة الأصلان شكرا لك
ثم راقب أصلان كيف دخلنا المتجر ركن سيارته في مكان قريب وتبعهما إلى المتجر
داخل المتجر قدمت أميرة نفسها لمدير المتجر وتم توجيهها إلى غرفة الاستقبال بعد لحظات دخل أصلان ببدلته الأنيقة ونظراته الغامضة مما جعل
الرئيس البشير بدت المديرة مذهولة ومرتبكة
اين أميرة تاج والآخرون سأل أصلان بجدية
أوه الآنسة أميرة في غرفة الاستقبال أجابت المديرة وسارعت لمرافقته
كانت أميرة تطالع المعلومات عندما دخل أصلان نظرت في بدهشة بينما بدت أميرة متفاجئة ولكنها لم تكن سعيدة
في الوقت
نفسه كانت أميرة متفاجئة فقط ولكنها لم تكن سعيدة على
الإطلاق هذا الرجل يتبعني في كل مكان بإصراراستمرا في العمل قال أصلان بنبرة هادئة وجلس بجانبهما
الفصل 54 هل أنت ضائع
أصبحت أميرة مشدوهة عاجزة عن الكلام هل هذا الرجل سيشرف على عملي تساءلت في قلق لا بأس يجب أن أكمل عملي بأي حال من الأحوال يجب أن أحصل على مكافأة نهاية العام
في تلك الأثناء كان فؤاد يرافق إيمي وجاسر إلى مطعم لتناول العشاء الضوء الخاڤت في المطعم أضفى جوا من السحر نظرت إيمي إلى جاسر بعيون تشع غيرة
وحيرة من يا ترى والد هذا الطفل الذي أنجبته أميرة سيكون وسيما جدا عندما يكبر إذا تزوج من فتاة غنية لن تعاني أميرة من الفقر أبدا
أبي لماذا لا نأخذ جاسر إلى الملعب بعد العشاء اقترحت إيمي بحماس إنه
مكان رائع للأطفال
كان فؤاد رجلا في سن الشيخوخة ولم يعد يجد متعة في الحياة كما في شبابه لكنه أراد أن يدخل السرور إلى قلب حفيده حسنا سنذهب إلى الملعب بعد قليل أجاب بابتسامة
تناول المزيد من الطعام يا جاسر قال فؤاد وهو ينظر إلى حفيده بعطف وحنان
رأت إيمي هذا المشهد وشعرت بالحسد يتسلل إلى قلبها كانت تعلم أن أقوى
سلاح الأميرة لكسب قلب والدها هو هذا الطفل البريء لقد تمنى فؤاد دوما أنيكون له ولد ولكن زوجته نعيمة لم تستطع إنجاب المزيد من الأطفال والآن بعد أن أنجبت أميرة ولدا أصبح فؤاد مليئا بالفرح والسعادة
لذا كانت إيمي مقتنعة أن أميرة أنجبت الطفل عن قصد وعادت لتسرق ثروة العائلة منها
كلما نظرت إلى الصغير كلما ازدادت كراهيتها له تمنت في قلبها أن يختطفه أحد الأشرار وألا يعود إلى منزلها مرة أخرى
بعد الانتهاء من وجبة العشاء توجهوا إلى الخارج بحثا عن موقف للسيارة قرب الملعب نظرا لبعد المساحات المتاحة أبدى فؤاد قلقه من ضرورة المشي المسافة طويلة لم لا تنزلون عند مدخل الملعب سأجد مكانا لركن السيارة اقترح بحكمة
هذا الموقف كان بمثابة فرصة ذهبية لخطة إيمي الماكرة نظرت إلى جاسر بتوتر وقالت بسرعة هيا جاسر لننزل هنا سيحتاج جدك لبعض الوقت ليجد مكانا للسيارة
اذهب مع عمتك جاسر وكن مطيعا حث فؤاد الصغير بلطف
أطاع
جاسر ببراءة وتبع إيمي خارج السيارة وقفت إيمي تراقب سيارة والدها تبتعد وبرقت في عينيها نظرة شريرة نظرت نحو جاسر الواقف بجانبها بنظرة باردة ومتجمدة مليئة بالكراهية والحقد نفسه الذي كانت تكنه الأميرة
انتهزت إيمي الفرصة واقترحت ببراعة هناك بعض الوجبات الخفيفة الشهيةفي الجوار دعنا نذهب لشراء بعضها أولا كانت خطتها مختلفة عما يبدو لم تكن تنوي أخذ جاسر إلى الملعب حيث سيكون آمنا بل أرادت أن تأخذه إلى الشوارع المزدحمة حيث سيكون من السهل فقدانه وسط الحشود
لم يكن لدى جاسر خيار سوى متابعة إيمي عندما وصلت إلى حيث الزحام قالت له ببرود انتظرني هنا ولا تتحرك سأعود بعد قليل ببعض الفاكهة
حسنا أجاب الصغير غير مدرك لخطتها
هل لديك ساعة ذكية سألته إيمي محاولة التأكد من عدم قدرته على التواصل
لا هر جاسر رأسه
شعرت إيمي بفرحة خبيثة إذا ضاع طفل في مكان كهذا سيكون من الصعب العثور عليه وسط الحشود وسرعان ما تركته وحيدا
بعد عشرة دقائق توجهت إيمي مباشرة إلى مدخل الملعب لتنتظر والدها
أما جاسر فظل واقفا حيث تركته إيمي ولكن مع مرور الوقت لم تعد إليه بدأ
يشعر بالضياع وسط الحشود الكبير كان لا يزال طفلا صغيرا مشوشا وغير
قادر
على تحديد مكانه وبينما كان يرمش بعينيه الكبيرتين شعر بنذير سيء
في قلبه إذ أحس أنه قد ضل طريقه في الواقع لم يكن يعرف حتى أين يجد
جده لكن بدلا من الذعر كان هادئا وعمليا دخل إلى متجر وقال لصاحبته
عذرا أنا ضائع هل يمكنني استخدام هاتفك
للاتصال بأميهل أنت ضائع يا صغيري حسنا ها هو أعطت صاحبة المتجر الهاتف له فورا
أجرى جاسر مكالمة إلى رقم والدته لكن لا أحد يرد حاول مرتين أخريين دون جدوى لم يكن يعرف أي رقم آخر
هل ردت أمك يا صغيري سألت صاحبة المتجر
هز جاسر رأسه نافيا فقالت له لا تقلق يمكنك الانتظار هنا والمحاولة مجددا بعد قليل سأعتني بك حتى ذلك الحين 5
أوما جاسر ممتنا للمساعدة
في هذه الأثناء وصل فؤاد إلى الملعب بعد أن ركن سيارته ليجد إيمي هناك وهي تبكي بحړقة أبي لقد حدثت مصېبة لقد ضاع جاسر كنت أشتري له الآيس كريم وفجأة اختفى
الفصل 55 أين هاتفي
ماذا تسارعت دقات قلب فؤاد پذعر الټفت يمينا ويسارا يبحث فيما حوله كان الناس يتحركون من هنا وهناك لكن عينيه لم تقعا على حفيده في أي مكان
جاسر اين اختفى جاسر صاح فؤاد مشټعلا بالڠضب في غمضة عين وبينما كانت إيمي تقوم بمراقبته اختفى حفيده إنه طفل صغير لا يتجاوز الثلاث سنوات
اسفة يا أبي كان يلعب بمرح وفجأة انطلق يركض لم أستطع متابعته بعيني بدأت إيمي تذرف دموعها فجأة وألقت باللوم على جاسر
أسرع فؤاد في الاتصال بالشرطة قبل أن يفكر في الاتصال بأميرة لكنه لم يتلق أي رد منها عندما حاول الاتصال وهاجم إيمي بقلق متزايد اذهبي وابحثي عنه كيف تتجرئين على البقاء واقفة هنا تبكين
تجمدت إيمي لبرهة لم تكن قد شاهدت والدها بهذا الڠضب من قبل وشعرت
بالخۏف الشديد أرادت التوجه إلى المكان الذي تركت فيه جاسر لتتفقد إذا ما
كان لا يزال هناك لكنها لم تجرؤ على إخبار والدها بالموقع الدقيق ولذا ادعت
أنها تبحث عن الصبي بمفردها وعندما عادت إلى المكان الذي كانت فيه قبل
قليل ولم تجد جاسر هناك شعرت براحة غامرة أميرة ابنك قد ضاع أخيرا
لن تجديه مرة أخرى في حياتك هذا الطفل لن يكون بعد الآن أداة في يديك
للاستيلاء على ثروة عائلتنا وبتلك الأفكار امتلأ قلب إيمي بنشوة الانتصار في الأثناء اتصل فؤاد بخدمة العملاء في بريق دون تأخير بعد أن أوضح لهم الموقف اتصل الموظفون على الفور بفرح عندما علمت فرح بما حدث تذكرت فورا أن مي وأميرة كانتا مغا فسارعت بالاتصال بمي
كانت أميرة منهمكة في التحقق من المعلومات وتدوينها بعناية كانت مي تجلس بجانبها عندما سمعت رنين الهاتف فأجابت على الفور مرحبا فرح
هل أميرة معك
نعم هي هنا بجواري
أعطها الهاتف من فضلك
مدت مي الهاتف إلى أميرة قائلة فرح تريد التحدث إليك
أمسكت أميرة بالهاتف قائلة بصوت متوتر مرحبا فرح
أميرة لقد اتصلوا بي للتو من مكتب الخدمة يقول والدك إن ابنك فقد ويطلب منك الاتصال به فوزا
تراخت قبضة أميرة على الوثائق وسقطت على الأرض وهي تسمع هذا الخبر
تحول وجهها إلى اللون الشاحب وقالت بصوت مرتجف ماذا ابني ضاع
رفع الرجل الذي كان يقرأ الأخبار على هاتفه بجانبهم رأسه فجأة مع تضييق
في حدقات عينيه لدى رؤيته وجه أميرة المذهول تم أخذت أميرة هاتف مي قائلة أحتاج أن أستعير هاتفك مي
بعد ذلك أجرت اتصالا برقم والدها وأصابعها ترتجف
مرحبا جاء صوت فؤاد المضطرب من الطرف الآخر أميرة هل أنت على الخط
أبي أين اختفى جاسر أين أنتم الآن كانت أميرة ترتعش من القلق وقد بدأ عرق بارد يتصبب من جبينها
نحن قرب الملعب ذهبت أنا وإيمي لنأخذه هناك لكنه فقد فجأة أميرة أنا آسف أنا كان صوت فؤاد محملا بالقلق والحزن وكأنه على وشك الاڼهيار
فقدان طفل كان أمرا خطېرا بالفعل
عندما علمت أميرة أن إيمي كانت موجودة أيضا أدركت فورا أن الخطأ لم يكن من والدها بل من إيمي التي ربما استخدمت حيلة ما لإخفاء ابنها
أميرة هل يعرف جاسر رقم هاتفك لماذا لم تردي