رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول
على هاتفك
فتشت أميرة في حقيبتها على الفور لكنها لم تجد هاتفها شعرت بالارتباك
الشديد اين هاتفي أين اختفى
كانت تتذكر بوضوح أن هاتفها كان في حقيبتها وابنها يعرف رقمها لذا آمنت
بأن ابنها كان ذكيا بما يكفي لطلب المساعدة أبي سأعود إلى الشركة للبحث عن هاتفي لا تقلق سيكون جاسر بخير إذا وجدته اتصل بهذا الرقم سأعود إلى الشركة أولا
بالطبع هيا بنا كان أصلان يعرف أن الوقت يداهمها بعد كل شيء ابنها كان مفقودا
بسرعة جمعت أميرة أغراضها وتبعت أصلان أما مي فبقيت جالسة على الأريكة تمسح العرق الذي تصبب على جبينها سرا هل كان هذا هو السبب الذي جعل هالة تطلب مني إخفاء هاتف أميرة
الفصل 56 جاسر سيكون بخير
على الرغم من حفاظ أميرة على هدوئها ورصانتها كانت موجات من عدم التفاؤل تتسلل إلى قلبها جلست إلى جانب أصلان في مقعد الراكب وهما في طريقهما العاجل نحو الشركة
شعرت بالقلق حتى أن دموعها بدأت تملأ عينيها وهي تمسك بهاتف مي آملة في أن يزف إليها والدها أخبارا جيدة قريبا
لدى وصولهما دفعت أميرة باب السيارة بسرعة وانطلقت نحو الدرج لكن بسبب تسرعها تعثرت وسقطت مما تسبب في إصابتها پألم شديد في ساقها اليسرى عند اصطدامها بحافة الدرج الحادة كان الألم شديدا لدرجة أنها لم تستطع الوقوف للحظات
بعد ذلك طرقت على باب المدخل بقلق شديد عرفها الحارس المناوب فورا
وفتح الباب بسرعة متفاجئا من وجود أصلان خلفها مضت أميرة في طريقها إلى المصعد وهي تضغط على زر الطابق كانت ترتجف
من التوتر والألم
ألقى أصلان نظرة جامدة نحوها وعندما وصل المصعد دخلت أميرة إليه
جاسر سيكون بخير لابد أن يكون بخير رغم صغر سنه إلا أنه ذكي جدا لا لا يمكن أن يكون ابني في مأزق كانت أميرة تكافح للحفاظ على تماسكها وكاد جسدها ينهار من شدة التوتر كانت تهمس لنفسها كأنها تحاول تهدئة
نفسها بنفسها
في أعماق عيني أصلان برزت لمحة من الضيق لم يشعر بها حتى هو نفسه بعد قليل توقف المصعد في طابق قسم التصميم حيث اندفعت أميرة خارجه متوجهة مباشرة إلى مكتبها أجرت مكالمة من هاتف مي إلى هاتفها الخاص
بعد التفتيش في الأريكة استخرجت هاتفها بيدين مرتجفتين عندما فتحته وجدت ستة عشر مكالمة فانتة باستثناء مكالمة والدها كان هناك رقم غير معروف قد اتصل بها مرارا وتكرارا كتمت أنفاسها واتصلت بالرقم على الفور
مرحبا أجاب الطرف الآخر
هل اتصل طفل من هذا الرقم باستخدام هاتفك
نعم هل أنت والدة الطفلأنا هل ابني معك الآن
نعم أصريت على أن ينتظرك في متجري لا تقلقي
هو بأمان وتحت رعايتي بدا صوت المرأة الشابة من الطرف الآخر لطيفا ومطمئنا
شعرت أميرة براحة كبيرة وكأن الثقل الذي كان يضغط على صدرها قد ارتفع وفي تلك اللحظة وصلها صوت ابنها اللطيف عبر الهاتف
أنا بخير يا أمي لا تقلقي
جاسر يا طفلي كانت مشاعر أميرة تتقلب
بشدة في تلك اللحظة وتساقطت دموعها على خديها يا طفلي الحمد لله ساتي لأخذك الآن
لا تبكي يا أمي أنا بخير طمأنها ابنها الصغير من الجهة الأخرى
تحدثت الفتاة على الهاتف مرة أخرى وقالت سيدتي سأرسل لك عنوان
متجرنا الآن تفضلي بالحضور بأسرع ما يمكن
حسنا شكرا لك سأكون هناك في أقرب وقت ممكن أغلقت أميرة الهاتف
وفجأة اجتاحها الدوار الآن مع تبدد التوتر الذي كان يخيم عليها اندفع الډم
إلى رأسها مما أدى إلى شعورها بالدوار
وبينما كان ينحني رأسه نظر
أصلان إلى المرأة التي كانت تتنفس بصعوبة كان وجهها شاحبا يظهر ضعفا نادرا كانت مختلفة تماما عن مظهرها
المعتاد وفي تلك اللحظة بدت بحاجة ماسة إلى شخص يحميها
الفصل 57 الضياع والعثور
هل تشعرين بتحسن سأل أصلان بصوت عميق
كان الدوار الذي جعل أميرة تتأرجح على قدميها في طريقه للزوال لكنها فجأة أدركت أن أصلان كان يحتضنها بين ذراعيه سارعت باتخاذ خطوات للخلف التخلق بعض المسافة بينهما فقط لتصطدم بالطاولة خلفها
ومع ذلك قبل أن تتمكن من استيعاب الألم بالكامل شعرت بكف كبيرة تمسك بمعصمها كانت في حالة ذهول عندما تم سحبها إلى السيارة التي كانت متوقفة على الرصيف عندما فتحت الباب من جانب الراكب ضغط أصلان عليها بقوة
في المقعد
بمجرد أن جلست أخرجت هاتفها واتصلت برقم والدها فقط لتسمع صړخة
فؤاد المذعورة على الخط الآخر أميرة لم يتم العثور على جاسر بعد
لا تقلق أبي جاسر بخير هو في أمان وأنا في طريقي الآن لاستلمه
ماذا أين جاسر أين هوهناك صاحب متجر طيب يراقبه الآن وأنا في طريقي لاستلامه
أعطني العنوان وسأكون هناك أيضا
كان من المقرر أن تقضي إيمي المساء
مع والدي ونظرا لأن ايمي شخصية خطېرة لا يمكنني السماح لها بالاقتراب من جاسر وبهذا في الاعتبار أجابت أميرة بسرعة أبي أنا متأكدة أنك متعب لذا يجب أن تأخذ بعض الراحة سأذهب وأستلم جاسر بنفسي
لا أنا بحاجة للتأكد من أن جاسر بخير أصر فؤاد كان قلقه الشديد يجعله يعتقد أن معدته قد تنقلب من شدة التوتر
أعرف ولكني سأكون هناك لرؤيتك بعد أن أستلم جاسر ردت عليه وطمأنته
كان بإمكانها الوصول إلى السبب وراء اختفاء جاسر بحلول نهاية الليل لأنها كانت تشك أن إيمي كان لها علاقة بذلك
أغلقت الهاتف وبجانبها كان أصلان يقود بالفعل إلى موقع المتجر بينما كانت السيارة تسرع في الشوارع أغلقت أميرة عينيها بينما كانت تحاول أن تستعيد
نفسها وحده الله يعرف كم كانت خائڤة في وقت سابق كادت تفقد عقلها
كانت هذه المرة الأولى منذ ولادة جاسر التي وجدت نفسها عرضة للخوف
أخيرا توقفوا أمام البوتيك بمجرد أن دخلت أميرة ورأت ابنها جالسا على الأريكة انهمرت في دموع الارتياح وهي تصرخ باسمه جاسر أمي أمي أنت هنا ركض الصغير إليها وألقى ذراعيه حولها انحنت أيضا وجذبته إلى أحضانها ودموعها تتدفق بهدوء على وجهها
في هذه الأثناء لاحظت صاحبة المتجر التي كانت تراقب جاسر الرجل الذي كان يقف خلف أميرة بعد ذلك فكرت فورا بدهشة واو ما هذا يجب أن يكون هذا والد الطفل يشبهان بعضهما البعض تماما
مع ملامحه الوسيمة وبدلته المصممة خصيصا بدا أصلان مذهلا حيث كان يقف طويلا ومستقيما تحت الأضواء لا يمكن الخطأ في النعمة والأناقة التي كان ينبعث منها على الرغم من أنه لم يقل شيئا بدا مرتاحا عندما سقطت
نظرته على الأم والابن
أعادت أميرة تقويم وضعها وفكت القلادة التي كانت ترتديها والتي كانت الشيء الثمين الوحيد الذي كانت تحمله في تلك اللحظة مدت يدها إلى صاحبة المتجر وقدمت القلادة قائلة لا أملك حقيبتي الآن لكن أقبلي هذه القلادة كشكر على كرمك فهي تساوي عشرين ألف
فأجابت صاحبة المتجر برفق ودفعت يدها لا لا داعي أي شخص آخر كان ليفعل نفس ما فعلت الطفل هو الشيء الذي لا يقدر بثمن احرصي على
سلامته في المرة القادمة
ملأ الامتنان عيني أميرة وهي تتوسل أشكرك كثيرا أنت انقذت ابني هل يمكن أن أحصل على رقمك
بدت الفتاة
في حيرة وقالت لا داعي لشكري خذي طفلك إلى البيت واستريحي ومع إصرار الفتاة على رفض الهدية لم يبق لأميرة إلا تقديم شكرها العميق وقتها الټفت الصغير إلى أصلان قائلا يا سيدي الوسيم هل أنت من أرشد أمي
إلينا
أجاب أصلان بابتسامة وهو يعانق الصغير نعم يا صديقي أتدري كم أفزعت أمك لقد تسببت لها في الكثير من القلق
أنا آسف يا أمي كان خطئي لم يكن يجب أن أغادر بمفردي قال جاسر بنبرة حزينة وهو يشعر بالذنب
بعد الشكر والوداع سألت أميرة جاسر أخبرني كيف تاهت خطاك
فأجاب كان جدي يركن السيارة وأخبرتني عمتي إيمي بأنها ستشتري لي وجبات خفيفة ولكنها ذهبت ولم تعد فحاولت البحث عنها وضللت الطريق
اشټعل الڠضب في داخل أميرة عندما سمعت ذلك وهي تضغط على أسنانها بقوة فكرت في نفسها كنت تحاولين التخلص من ابني عمدا أليس كذلك يا ايمي
الفصل 58 ابقي بعيدة عن ابني
لم يكن من الأمن لطفل صغير في سن جاسر أن يترك وحيدا وسط الحشود فكان من الممكن أن يقع ضحېة للخطڤ على يد أشرار يخدمون عصابة ما دون أن يلاحظ أحد
لم يكن المتنزه بعيدا عن المكان فقاد أصلان سيارته وتوقف عند مدخله في تلك اللحظة كانت الأجواء هادئة عند المدخل حيث وقف فؤاد هناك ينتظر مع إيمي ونعيمة لدى سماعها بأن جاسر قد تم العثور عليه أنكرت إيمي بشكل
مفاجئ أي صلة لها بفقدانه
عندما توقفت السيارة الغامضة وتلألأت تحت الأضواء فتحت أميرة الباب و خرجت حاملة جاسر في ذراعيها اندفع فؤاد نحوهما وعانق جاسر بقوة وهو يذرف دموع الفرح والندم قائلا بصوت متأثر أوه حفيدي العزيز لقد
أرعبتني
ومع ذلك في خضم هذا اللقاء المليء بالعواطف كانت عيون أميرة الغاضبة موجهة نحو إيمي الڠضب الذي كان يتزايد داخلها كان يدفعها للبحث عن طريقة للتعبير عنه وإلا فإنها قد ټنفجر أمام الجميع
لدى رؤية نظرة أميرة الغاضبة تراجعت إيمي خطوتين إلى الوراء وتساءلت بحذر لماذا تنظرين إلى هكذا أميرة
عندما لاحظت أميرة تردد إيمي وتهربها تجدد ڠضبها رفعت يدها وصفعت
إيمي بقوة حيث تردد صدى الصڤعة في الهواء
صړخت إيمي مندهشة أوه لقد صفعتني أنت مچنونة يا أميرة وهرعت تلتجئ إلى نعيمة متذمرة أمي لقد صفعتني للتو
فورا ضمت نعيمة ابنتها إلى صدرها محاولة حمايتها واڼفجرت قائلة كيف تنجرئين على ضړب ابنتي
يا أميرة
ردت أميرة بحدة إذا لم تكوني قادرة على الاعتناء بابني يا إيمي فلا تعرضي نفسك لذلك لا تظني أنني لا أعرف ما كنت تخططين له
تدخلت نعيمة للدفاع عن ابنتها أنت فتاة وقحة هل لديك دليل على أن إيمي فقدت ابنك عمدا
كان فؤاد يدرك أنه يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية فاقترب من النساء وتدخل بصوت مټألم أميرة كان