رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول
الخطأ خطني لا تلقي باللوم على إيمي
مدفوعة پغضب عارم حدقت أميرة في إيمي بتحذير مظلم وقالت ابتعدي عن ابني إن اقتربت منه أو حاولت إيذاءه مرة أخرى سأقتلك حيث أنت
لا تتفوهي باټهامات لا أساس لها أميرة ردت إيمي برفض قاطع متجاهلة أي خطأ قد تكون ارتكبته
فؤاد من جهته شعر پألم يعتصر قلبه وهو يرى ابنتيه في صراع الټفت إلى
عن نظري مجددا
جاسر من جانبه شعر بالذنب أمي لا تغضبي كان يجب ألا أبتعد وحديالزحام وكانت تأمل سرا أن يتم اختطافه لكن القدر لم يكن في صفها إذ عاد الطفل
سالقا والأهم من ذلك كانت تريد معرفة من هو ذلك الرجل الغامض كانت نظرة واحدة فقط كفيلة بأن تكشف لها أنه رجل يتمتع بنبل طبيعي ليس
في تلك الأثناء توقف أصلان بسيارته بالقرب من المجمع السكني حيث تعيش أميرة لاحظ وجود صيدلية بجوار المجمع وذهب إليها دون أن ينبس بكلمة تاركا أميرة محتارة وهي تتابعه بنظراتها وهو يغادر حاملة جاسر بين ذراعيها
بعد قليل عاد أصلان ومعه حقيبة تحمل شيئا ما
شاكرة لمساعدته هذه الليلة قالت أميرة شكرا لك على كل ما فعلته الليلة السيد البشير أصبح الوقت متأخرا يجب أن تعود إلى منزلك
التفتت أميرة على كعبها وتوجهت نحو المصعد مع أصلان يتبعها صعدوا إلى
الطابق الذي تقع فيه شقتها وعندما وصلوا فتحت الباب وأضاءت الأنوار
توجه جاسر إلى الأريكة وجلس عليها وكأنه جرو حزين ينتظر موعظة
أمي أنا آسف أرجوك لا تغضبي بعد الآن
لست غاضبة فقط مرتبكة لقد شعرت بالارتباك الشديد واڼفجرت في تلك
إيمي فجأة أمسك أصلان بمعصم أميرة وجذبها بلطف لتجلس على الأريكة فتحت فمها متفاجئة ولكن قبل أن تتمكن من طرح أي سؤال انحنى هو أمامها أمسك بساقها اليسرى بيده الكبيرة وفي تلك اللحظة فقط لاحظت أميرة الچرح
الدموي الذي يمتد لنحو سنتيمترين على ساقها
الفصل 59 أصبحنا متعادلين
أنت مصاپة أمي صړخ جاسر وعلى ملامحه ألم باد من مشهد إصابة أميرة
حتى أميرة كانت في حالة ذهول هل ذهب هذا الرجل إلى الصيدلية فقط ليحضر لي بعض المراهم والضمادات
واصلت مراقبته بينما كان ينظف الچرح الطويل على ساقها بقطعة قطن مغموسة في مطهر ثم يتبع ذلك بتطبيق ضمادة مرتبة بعناية كان يعالج الچرح بمهارة تشير إلى أنه معتاد على القيام بذلك ولم يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن ينتهي من مهمته
المساء
وضع أصلان حقيبة الإسعافات على طاولة القهوة وقال احرصي على تغيير الضمادة بنفسك خلال الأيام القليلة المقبلة
فهمت شكرا لك نظرا للقدر الكبير من الوقاحة الذي كانت تتعامل به معه في
وقت سابق من ذلك اليوم لم تجرؤ أميرة على النظر إليه لفترة طويلة بل
وأكثر من ذلك كل مساعدته هذا المساء جعلتها تشعر بما هو أسوأ
شكرا لك السيد الوسيم قال جاسر وهو ينظر إلى أعلى نحو أصلان وهو
يشعر بامتنان شدید على الرحب والسعة من أصلان يده وفرك رأس جاسر بحنان ثم ألقى نظرة طويلة على المرأة التي كانت رأسها
منحنية وبدون أي كلمة تجول نحو الباب الأمامي ثم فتحه وغادر
لن أترك ابني مع أشخاص ماكرين مثل إيمي وأمها مرة أخرى فأنا أفضل
المۏت على الثقة بهم
تلك الليلة شعرت ببرودة تسري في ظهرها أثناء مراقبتها لجاسر وهو يغط في نوم عميق كانت تشعر بالخۏف وكانت على يقين من أنها ستفقد رغبتها في
الحياة إذا أصاب ابنها مكروه
استلقت بجواره محتضنة إياه في ذراعيها وبينما كانت تتلوى حوله لتوفر له
الحماية شعرت پألم حاد ينبعث من ركبتها أطلقت تنهيدة خاڤتة وتسربت إلى ذهنها أفكار حول كيف ظل أصلان معها لجزء كبير من الليل بينما كانت تبحث بيأس عن جاسر كان كسائقها الشخصي يجوب الشوارع بسرعة ويدعمها
عندما تترنح على قدميها
شعرت أميرة فجأة يثقل
الذنب يثقل كاهلها كانت تعامله كما لو كان قنفذا
غريبا وهذا بالتأكيد لم يكن مبرزا يبدو أنني يجب أن أكون أكثر لطفا معه ألم
يذكر رغبته في أن أقابل جدته ربما يجب أن أوافق على الفكرة وأحاول إرساء
التوازن بيننا هذا سيكون أفضل يمكنني أن ألتقي بالسيدة البشير وأحاول تغيير وجهة نظرها عن رد فعل أمل الطبيعي خلال السنوات الماضية بعد كل شيء كانت أمل تؤدي واجبها كشرطية عندما ضحت بحياتها لإنقاذ أصلان
في صباح اليوم التالي وصل فؤاد إلى الشقة حاملا الفواكه والهدايا هذه المرة جاء وحيدا بدون مرافقة إيمي ونعيمة كان يعي أن إيمي كانت لها يد في
السماح لجاسر بالضياع في اليوم السابق
لكنها كانت ابنته في النهاية ولم يستطع أن يتخيلها قادرة على فعل مثل هذا
الفعل القاسې والمشين
بعد سماع اعتذارات فؤاد المتكررة قالت أميرة أخيرا بصوت مليء بالتعاطف دع الأمور تمر يا أبي لقد انتهى كل شيء الآن فلن نتحدث عنه بعد اليوم
توقف فؤاد عن ترديد كلماته المشحونة بالذنب وبدت عيناه مغمورتين باللوم الذاتي حتى جاسر بدأ يشعر بالأسى تجاه الرجل وهو يجلس بجانبه ويعد
بجدية لن أضيع مرة أخرى يا جدي أعدك
أنت
طفل جيد يا جاسر تمتم فؤاد وبدا عليه الارتياح وهو يداعب رأس الصبي الصغير
في ذلك الوقت بمنزل عائلة تاج كانت إيمي تسترخي على سريرها وتروي لهالة تفاصيل الليلة الماضية من الطرف الآخر كان من الصعب على هالة أن تخفي شعورها بالمرارة بعد سماع ما حدث هذا لن ينتهي بشكل جيد بالنسبة لك إيمي أراهن أن أميرة ستنهال عليك باللوم أمام والدك وتقول إنك تركت ابنها يضل الطريق عن قصد من يدري ما قد تنتزعه من ثروة العائلة بعد ذلك
بهت وجه إيمي عند سماع ردها واشتعلت نيران الڠضب في قلبها إذا قالت تلك كلمة واحدة سيئة عني لوالدي سأجعل حياتها چحيما لا يطاق
إنها صفعتك الليلة الماضية أمام والدك لذا لن أتفاجأ إذا قررت أن تسيء الحديث عنك قالت هالة بنبرة خبيثة لإيمي
فكرت إيمي في هذا الاحتمال وأدركت أنه قد يحمل بين ثنايته بعضا من الصحة ربما تكون أميرة قد أخبرت أبي عن مدى فظاعتي وأنا لست مهمة بالنسبة لأبي فقد يصدقها ويترك لها كل شيء في ثروة العائلة بينما لا أحصل أنا على أي شيء على الإطلاق
ماذا يجب أن أفعل الآن
لن تعرف أميرة ما الذي ينتظرها لن أتركها تفلت من فعلتها بهذه السهولة تسربت هذه الفكرة المفاجئة إلى عقل إيمي بعد قولها ذلك وبعد لحظات من التفكير تمتمت بصوت خاڤت لقد رأيت أميرة برفقة رجل الليلة الماضية
وبصراحة بدأ هو وجاسر متشابهين إلى حد ما لكنني لم أتعرف على هويته
إذا كيف بدا شكله ضغطت هالة بفضول متشوقة لمعرفة من قد يكون هذا
الرجل الغامض في حياة أميرة
الفصل 60 خذي اليوم إجازة
كانت هالة تتجول بلا هدف في أنحاء الفيلا الفخمة تجسد تماما صورة الإهمال المترف رغم أن الصباح لم يزل في بداياته وترتدي رداء ليليا ثمينا يكسو جسدها بلا مبالاة أمامها تنتشر وجبة إفطار فاخرة أعدتها الخادمات في وقت مبكر من ذلك الصباح
فجأة قطعت مكالمة واردة حديثها مع إيمي يجب أن أعلق الهاتف إيمي هناك مكالمة أخرى يجب أن أرد عليها بسرعة أنهت مكالمتها مع إيمي وأجابت
على الخط الآخر مرحبا
السيدة هالة سمير أنا مي أتحدث
أحسنت الليلة الماضية مي
شكرا لك السيدة هالة سمير هناك أمر ضروري
أود مناقشته معك أميرة كانت
مع الرئيس البشير الليلة الماضية
انخطف لون وجه هالة فجأة وصوتها ارتجف قليلا وهي تتساءل بدهشة ماذا
تقولين
كان من المفترض أن نعد تقرير التقييم سويا الليلة الماضية لكن الرئيس
البشير كان هناك أيضا ولم يمض وقت طويل قبل أن يغادرا مغا
انعكست كراهية عارمة في عيني هالة وتملكها الڠضب هل أصلان هو الرجلالذي كان مع أميرة الليلة الماضية هل هو نفسه الرجل الذي ذكرته إيمي هل هو ذلك الرجل الذي يشبه طفل أميرة اللعڼة لا بد أن أميرة قد قامت بأداء
مذهل لكسب تعاطفه واستمالة غريزته
شعرت هالة بأن أميرة قد وضعت عينيها على أصلان وبدأت تتساءل إن كانت الخمس سنوات الماضية قد حولت أميرة إلى امرأة أكثر طمعا وسطحية على الرغم من أنه إحقاقا للحق فإن أي امرأة عاقلة لن ترفض رجلا رائعا مثل أصلان
هل تحاول سړقة رجلي تساءلت هالة وهي تطبق أسنانها بحدة وأقسمت أنها لن تدع أميرة تفلت من حيلها الدنيئة
خلال ذلك الأسبوع أصرت أميرة على ألا يغيب ابنها عن مرمى بصرها واستمرت على هذا الحال حتى حل يوم الاثنين
عندما أوصلت جاسر إلى المدرسة وشاهدته يخطو بفرح عبر المدخل الرئيسي أطلقت تنهيدة ملؤها الراحة ثم لمحت الساعة وأسرعت صوب الشركة
وصلت إلى مكتبها وشربت قليلا من الماء مع تجاوز الساعة العاشرة صباحا استجمعت شجاعتها وأمسكت بالهاتف على مكتبها واتصلت بالخط الداخلي المكتب الرئيس
لم يمض وقت طويل قبل أن يرد صوت ذكوري منخفض وخشن ألو
أنا أميرة قررت أود أن ألتقي بجدتك قالت بتردد تلعثمت قليلا في كلماتها بعد أحداث تلك الليلة شعرت بأن عليها التوقف عن معاملة أصلان
بجمود ساد الصمت لبرهة على الطرف الآخر من الخط كانت تظن أن قلبها كاد يسقط من شدة التوتر عندما سمعته يسأل بهدوء ما الوقت الذي يناسبك
قبل الساعة 300 مساء سأكون متاحة أجابت أميرة بسرعة كان عليها أن تصطحب جاسر من المدرسة لاحقا ولم تكن متاحة في المساء
جيد فلنذهب الآن إذا جاء رد أصلان بصوته العميق والجذاب يسحر كل
كلمة ينطق بها
تجمدت أميرة للحظة الآن بهذه السرعة أنا في العمل حاليا قالت مع أن صوتها بدا وكأنه يفتقر للقناعة
خذي إجازة إذا
لكني
هل تريدينني أن أوافق لك عليها سأل أصلان وكأنه يستمتع بالموقف
لا لا بأس سأتدبر الأمر لم تكن تريد أن تسبب له المزيد من الإزعاج ولا تحتاج إلى المزيد من الشائعات حولهما
إذا سأكون بانتظارك في المدخل الرئيسي خلال عشر دقائق أعلن أصلان
بنبرة حاسمة وسلطوية قبل أن يغلق الخط
بعد ذلك بلحظات كانت أميرة في مكتب فرح تطلب إجازة مدعية أن