الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول

انت في الصفحة 30 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

بصوته الذي يكتنفه الظلام 1
ولماذا غير لائق ألم أبق عندك مرارا وتكرارا خلال رحلاتنا خارج البلاد تتذكرين أليس كذلك
كان وجه أصلان مثل العاصفة التي تعصف في الخارج يتأمل بتركيز إلى أي حد وصلوا في علاقتهم
قبل أن يستطيع الرد وصلت رسالة أخرى من نديم أميرة كل ما عليك فعلههو أن توافقي وسأكون أسعد الناس لأرعاك وجاسر مدى الحياة سأحميكما
وسيكون حضڼي ملاذكما الأمن  
هذا الاعتراف الصريح من ابن عمه جعل أصلان يشعر كأنه ېموت في داخله شعر بقشعريرة وألقى الهاتف جانبا على الأريكة بجواره رافضا قراءة المزيد 
قام وتجول في الشقة بنظرة فاترة عندما وصل إلى غرفة نوم جاسر نظر إلى الصور على الطاولة كانت إحداها الأميرة ونديم وجاسر محمول على أكتاف نديم في صورة تبدو لمن لا يعرفهم كأنها صورة عائلية 
زادت حدة نظرات أصلان ثم دخل جاسر الغرفة يبدو عليه التعب يفرك عينيه ويتمتم أريد الذهاب إلى الفراش يا السيد البشير 
تعال إلى هنا انحنى أصلان ورفع جاسر في ذراعيه وكأنه يجذب إلى حضڼ أمه أطلق جاسر تناوبا صغيرا ونام في أحضان أصلان 
خرجت أميرة من الحمام بعد أن غسلت شعرها وجففته لتجد ابنها نائفا بعمق وهو مستريح على كتف أصلان 
تجمدت في مكانها وهي تدرك أنها أثقلت كاهل أصلان كثيرا هذا المساء أصبح
مربي أطفال فجأة في غضون ساعات 
عندما لاحظ اقترابها وضع أصلان إصبعه على شفتيه مشيرا إليها بحركة تحث
على الصمت حتى لا توقظ الطفل النائم فهمت أميرة ما يعنيه وأشارت نحو
غرفة جاسر قبل أن تهمس هنا سأنقله إلى سريره  تبعها أصلان إلى الغرفة وهو يحتضن الصبي حيث تسلمته أميرة بحذر من بين ذراعيه وبفضل القرب استطاع أصلان أن يستنشق عطرها الزكي الذي وضعته بعد الاستحمام مما جعله يتجمد في مكانه كان صاعقة كهربائية قد ضړبته شعور مفاجئ اجتاحه عندما أدرك جاذبيتها الطبيعية والأسرة
وأحس بأن قلبه ينبض بقوة غير معتادة 
الفصل 67 الاستسلام للغرائز
انتاب أصلان شعور وهو يراقب أميرة وهي تعانق جاسر بحنان قبل أن يستقر الصبي الصغير في فراشه 
على ما يبدو كان جاسر متعبا جدا فما إن استلقى على وسادته حتى بدأ يتقلب بحثا عن وضع مريح وسرعان ما غلبه النوم 
بعد أن وضعت الغطاء على ابنها التفتت أميرة إلى أصلان مشيرة إليه أن يغادر الغرفة بهدوء 
امتثل أصلان لطلبها وتوجه نحو الباب بخطوات واثقة تتبعه أميرة وبعد أن أغلقت الباب خلفهما أطلقت تنهيدة خفيفة وقالت بامتنان شكرا لك على هذه الليلة 
وكيف ستشكرينني سألها بصوت خاڤت وساحر وهو ينظر إليها بعيون
فضولية 
تجعد جبينها في حيرة تتلألأ عيناها الجميلتان بالتفكير كيف أشكره إلا بمجرد قول شكرا ترددت قائلة ربما أستطيع شراء وجبة لك هل تحب ذلك
لم تكن متأكدة إن كان هذا ما يتوقعه 
أوه لا داعي لذلك رد بتجاهل متعمد 
أطلقت تنهيدة الراحة جيد فأنا لا أملك الوقت على أي حال  في تلك اللحظة اهتز هاتفها فالټفت كلاهما نحو الهاتف الموضوع على طاولة القهوة حتى من هذه المسافة استطاع أصلان رؤية اسم المتصل على شاشة
الهاتف إنها مكالمة من نديم 
توجهت أميرة لتلتقط الهاتف وتوجهت إلى غرفة نومها الملاذ الوحيد في شقتها الصغيرة لتجيب على المكالمة مع ترك الباب مواربا قليلا 
مرحبا نديم ما الأمر
أميرة أتمنى الإقامة معك هذه الليلة عرض نديم بحماس وإلحاح عبر الخط لماذا تريد فعل ذلك الطقس عاصف جدا ستبتل تماما قبل حتى أن تصل إلى السيارة 
لكن قلقي عليك وعلى جاسر كبير أعلم أنكما تخافان من العواصف الرعدية 
اجتاحت أميرة موجة من القلق عندما تذكرت أن أصلان لا يزال في الشقة أجابت بسرعة لا لا تأت نحن على وشك إنهاء يومنا على أي حال حسنا إلى اللقاء 
بعد إغلاقها الهاتف التفتت فجأة لتنتفض متفاجئة برؤية أصلان يقف بشكل غير متوقع في غرفة نومها كان يقف خلفها ينظر إليها بتمعن 
السيد البشير أنت أغلقت عينيها الواسعتين بفزع يا إلهي
لماذا عليه أن يفاجئني هكذاهل كنت على علاقة بنديم
سأل أصلان بلا مجاملة 
نظرت إليه صامتة مندهشة من جرأة سؤاله ألا يظن أنه من الوقاحة أن يتدخل في حياتي الشخصية لكنها أجابت بصراحة لا ولماذا تسأل
اختارت أميرة أن تتحلى بالصبر معه بناء على المساعدة التي قدمها لها عانقنا بعضنا كأصدقاء إذا كان هذا ما تود معرفته استفسر أصلان
وتصاعدت حدة أسئلته مع كل ثانية 
أغلقت أميرة عينيها كأنها غير قادرة على استيعاب ما يحدث لماذا علي أن أخبره بكل شيء بمجرد أن يسأل وكأن هذا الرجل يزداد خطۏرة مع مرور كل دقيقة لا يمكنني السماح له بالبقاء هنا أكثر ابتسمت ابتسامة خفيفة وأشارت أصبح الوقت متأخرا السيد البشير ربما حان وقت الرحيل 
نظر إليها أصلان للحظات طويلة كانت للتو قد خرجت من الحمام وتفوح منها رائحة نظيفة ضيق عينيه فجأة وغمرته مشاعر غامضة وهو يراقبها 
عندما مرت بجواره امتدت يده دون قصد نحوها تعثرت من المفاجأة 
في تلك اللحظة الصامتة وشعرت بالتوتر الذي يحيط بالموقف بالكاد استطاعت أن تتحدث إلا أنها شعرت بالارتباك 
استعادت وعيها بالكامل في اللحظة التي أدركت فيها الموقف فتحت عينيها وبنظرة حازمة دفعته بعيدا بكل قوتها 
أخيرا أطلق سراحها وعندما التقت أطراف أنوفهما وخطوط نظرهما كان الهواء مشحونا بالتوتر كانا يتنفسان بصعوبة غمرتهما حرارة اللحظة 
قالت بصوت مخڼوق وأسنان مطبقة دعني أذهب أصلان أنا أحذرك 
الفصل 68 ضيف غير متوقع
قاطع أصلان أميرة بصوت خشن لا ټصرخي في وجهي وإلا ستوقظين الطفل 
صمتت أميرة فورا لكنها عندما فهمت ما يدور بذهنه دفعته بعيدا 
وعندما ابتعد عنها لاحظت عليه تغيرا مما جعل وجهها يتورد وهي تفكر يا إلهي هل يجب أن يكون ذلك واضحا إلى هذا الحد
بدا أصلان محبطا أيضا وظهرت على وجهه الوسيم نظرة ألم عندما قال بصوت منخفض وخشن سأذهب الآن 
دون أن تنبس بكلمة أخرى نزلت أميرة من السرير وذهبت لفتح الباب الأمامي له تابعته بنظراتها وهو يغادر متعهدة في نفسها ألا تسمح له بعبور هذه العتبة مرة أخرى كانت تدرك الآن مدى خطۏرة أصلان
كانت الأمطار لا تزال تتساقط ولم تدرك أميرة أنها لم تعطه مظلة حتى بعد أن
اختفى أصلان من مرمى بصرها كانت سيارته مركونة على بعد من الشقة

وهو ما يعني إنه سيبتل بالتأكيد قبل أن يصل إليها كادت أن تشعر بالشفقة عليه لكنها تذكرت أنه بحاجة لأن يعي ما يفعل خاصة بعدما فاجئها للتو بأفعاله 
في ذلك الوقت بالمستشفى كانت هالة ټعذب بفكرة أن أميرة وأصلان يقضيانالوقت معا ربما كانت تلك الفتاة تخبئ خدعة في جعبتها لإغواء أصلان وبهذه الفكرة خرجت هالة من المستشفى تلك الليلة 
كان الفجر يبزغ عندما اتصلت هالة بالسائق الذي عينه أصلان لها والذي كان من المفترض أن يضمن وصولها بأمان من مكان إلى آخر 
السيد عثمان هل تعرف عنوان منزل عائلة البشير سألت هالة بمجرد أن استقلت السيارة 
هل تودين الذهاب إلى منزل عائلة البشير الآنسة هالة سمير رد بروس متفاجنا 
نعم من فضلك خذني إلى هناك إنها حالة طارئة قالت بنبرة متعالية 
لم يسأل عثمان عن الأسباب لأنه رأى كيف كان أصلان لطيفا وكريفا مع هالة انطلق من الرصيف وتوجه إلى منزل عائلة البشير 
بعد نصف ساعة وجدت هالة نفسها أمام قصر فخم
محاط بأعمدة أنيقة ابتلعت ريقها كان العقار في قلب المدينة نادرا ومكلفا وامتلاك منزل رسمي
في هذه المنطقة يتطلب أكثر من مجرد ثروة 
في الواقع يتطلب ذلك قوة حقيقية أدركت هالة فجأة كم كانت تعرف القليل
عن عائلة البشير فكل ما كانت تعرفه عن أصلان كانت قد استقته من المجلات
والصحف والمقدمات الإعلامية والآن وهي واقفة هنا متأملة في روعة منزل
عائلته شعرت بطموحها يتزايد  أصبحت ترغب أكثر من أي وقت مضى في أن تصبح سيدة هذا المنزل الفخم ترغب في العيش هنا وأن تكون زوجة أصلان 
كان لدى هالة أخوان أصغر منها وكانت دائما تشعر بأن وجودهما يطغى على مكانتها في العائلة قضت حياتها كلها في محاولة يائسة للتحرر من تلك الظلال كانت تهمل دائما سواء في المنزل أو في المجتمع وكانت تحلم بحياة الدلال
والرفاهية كانت تسعى لأن تصنع لنفسها شيئا مهما لتمتلك القوة بيديها 
حتى الآن وجدت طريقا مختصرا لتحقيق أحلامها وكانت مستعدة لفعل أي
شيء لتحتفظ به 
لن تتردد في إزاحة أي شخص يقف في طريقها وبالأخص أميرة وابنها 
بعزم جدید استقامت هالة وضبطت كتفيها وضغطت على جرس الباب الجانبي جاءت خادمة إلى الباب وتحدثت من خلاله بأدب قائلة هل تبحثين
عن أحد يا آنسة
مرحبا جنت لزيارة السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير أجابت هالة كانت قد علمت من الأوراق أن جدة أصلان هي السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير 
من فضلك قومي بإدخال بياناتك هنا سنسمح لك بالدخول بعد التحقق من هويتك أعطتها الخادمة لوحة مرفق بها نموذج لتكتب بياناتها 
امتثلت هالة للتعليمات وقدمت بطاقة هويتها بعد الانتظار خارجا لنحو عشر دقائق سمح لها أخيرا بالدخول  في تلك الأثناء كانت هنادي تتناول الإفطار في جناحها الأنيق عندما علمت أن امرأة شابة ترغب في مقابلتها متفاجئة تساءلت لبرهة إذا كانت تلك المرأة هي أميرة هل هي الآنسة أميرة
لا يا سيدتي إنها امرأة تدعى هالة سمير وقالت إنها صديقة للسيد الشاب أصلان 
بينما كانت تمسح زوايا فمها بأناقة قالت هنادي أحضريها إلى هنا 
بعد فترة وجيزة أحضرت الخادمة امرأة شابة إلى الجناح كانت هنادي قد خططت أصلا لمقابلة أميرة اليوم لكن هذه الزائرة غير المتوقعة أثارت فضولها
بالتأكيد من تكون هذه الفتاة يا ترى
الفصل 69 هل أنت صديقة أصلان
نظرت هالة إلى هنادي بشعرها الرمادي الذي يضفي عليها هيبة وقوة كبيرة ولذا لم تجرؤ على التصرف بتهور أمام السيدة الكريمة كبيرة العائلة اقتربت بأدب ورحبت بها قائلة تحياتي لك السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير أنا هالة سمير صديقة حفيدك 
رفعت هنادي حاجبيها بدهشة وسألت أنت صديقة أصلان
بالطبع لم يكن لدينا الوقت الكافي للتعارف بشكل جيد والتواصل معك لذا أعتذر عن ذلك قالت هالة وهي تتظاهر بالحرج 
عرفت هنادي دائما أن أصلان لا يحبذ تدخلاتها في حياته الشخصية مما جعلها تتساءل إذا ما كانت هالة هي السبب وراء تردده في الزواج من أميرة هالة هل يمكنك أن تخبريني كيف تعرفت على أصلان قامت السيدة الكريمة بتفحص هالة ملاحظة مظهرها البسيط ومدركة أنها ليست من عائلة
29  30  31 

انت في الصفحة 30 من 59 صفحات