رواية ليلة تغير فيها القدر (كاملة جميع الفصول حتي الفصل الاخير) بقلم مجهول
ثرية
لكن كان السؤال الأكبر الذي يشغل بالها هل كان أصلان يواعد هالة
عندما ظلت هالة صامتة وشفتيها متشددتين سألت هنادي وهي في حيرة من
أمرها ما بك لماذا أنت هادئة جدا
عضت هالة على شفتيها ونظرت إلى السيدة الكريمة إنه موقف محرج لماذا ما الذي يمكن أن يكون محرجا في ذلك أخبريني فقط بالقصة ازداد فضول هنادي
قدرتها على تخمين تفاصيل العلاقة بين أميرة وأصلان وروت القصة بإتقان كما لو أنها
هي من عاشتها عند سماع قصة هالة اتسعت عيون هنادي من شدة الدهشة لأنها لم تتخيل أبدا أن حفيدها كان مسؤولا عن حاډثة كهذه
كانت الساعة هي الدليل الذي ساعد أصلان على العثور
نيابة عن أصلان وسأتأكد من أنه سيعوضك عن ذلك
تعاطفت السيدة الكريمة مع هالة متخيلة نفسها في مكانها ربما كانت هالة
في التاسعة عشرة عندما حدث ذلك تلك كانت أجمل سنوات الفتاة إلا إنها
هل تناولت الإفطار يا فتاة سألت بحنان
أحضري الإفطار من فضلك أمرت هنادي خادمتها بينما هالة تحافظ على
رأسها منحنيا وتلمح نظرة رضا خفيفة تعبر وجهها في أعماقها كانت تعتقد أن
التغير الإيجابي في موقف هنادي يشير إلى تعزيز مكانتها في عائلة البشير في الوقت نفسه كانت أميرة تستعرض بعض الملفات في مكتبها بشركة بريق
أنا أنتظرك عند الباب انزلي الآن جاء الرد بصوت أصلان العميق والجذاب الذي لا يمكن مقارنته بأي رجل آخر
أنا مشغولة اليوم لن أتمكن من زيارة منزل جدتك
هل ستنزلين أم علي أن آتي لأحضرك بنفسي اختاري كان صوته يشع ڠضبا
عضت أميرة على شفتيها مدركة أنه ليس من الصواب التراجع عن كلمتها فجمعت أغراضها وحملت حقيبتها قبل أن تغادر المكتب عندما وصلت إلى الأسفل شاهدت سيارة سيدان سوداء فخمة فتحت الباب وجلست بجانب
بعد فترة قصيرة من ركوب أميرة للسيارة نظرت إلى الجانب الآخر ووجهت عينيها نحو النافذة وهي تشعر بالأدرينالين يتدفق في جسدها عند تذكرها لردة
فعل أصلان غير المتوقعة ليلة البارحة
من ناحيته كان أصلان يركز نظره على الطريق ثم ادار المحرك وانطلق من أمام الشركة لبضع لحظات كان الصمت يعم المكان حتى اندفع فجأة على
الفصل 70 زيارة غير متوقعة
ماذا يظن هذا الرجل نفسه هل يحاول إثبات مدى سرعة سيارته بالانطلاق من ثلاثين ميل إلى سبعين ميلا في الساعة يا الله هذا يثير في الذعر
ابتسم أصلان قبل أن يقول ظننت أنك ستبقين صامتة
رمقته أميرة بنظرة بها ضيق مستاءة من أنه يبدو كما لو كان يتهكم عليها أنت الذي كنت صامتا ردت عليه
لكن أصلان لم يغضب بل بدا وكأنه يستمتع برد فعل أميرة حيث رد بابتسامة أوسع ومع تباطؤ السيارة تدريجيا على الطريق قررت أميرة أن تتجاهله وظلت صامتة حتى وصولهما إلى منزل عائلة البشير
عندما رفعت نظرها استقبلتها رؤية البوابة الفخمة للقصر في ذلك الوقت أدركت أميرة حقا تراء وقوة أصلان فقد كان ما يتحدث عنه الإعلام مجرد جزء
يسير من ثروته الحقيقية التي لا يمكن لأحد تقديرها بدقة كل ما كشفته
وسائل الإعلام كان أشبه بقمة جبل الجليد
سرعان ما قامت بضبط ملابسها بعجلة أمله أن تظهر بأبهى حال أمام هنادي
في الوقت ذاته مر أصلان
عبر الباب تتبعه أميرة كأنهما يدخلان حديقة قصر
ملكي مزدانة بأنواع مختلفة من المناظر الطبيعية الفاخرة والنباتات النادرة في
هذه الأثناء كانت هنادي تتحدث إلى هالة عندما أخبرتها الخادمة بوصول أصلان اعتذرت هنادي من هالة التي استغلت الفرصة لتسأل الخادمة هل أتى أصلان مع الآنسة أميرة
هل تعرفين أميرة يا هالة تفاجأت هنادي وعبرت عن حيرتها لهالة
نعم كانت صديقتي المقربة في المدرسة الابتدائية والثانوية ابتسمت هالة وأضافت لكننا افترقنا بسبب سوء فهم ما
هل تعلم ما حدث بينك وبين أصلان سألت هنادي
تعلم أومات هالة برأسها
تنهدت هنادي وجدت صعوبة في تصديق أن هالة التي كانت زميلة أميرة في المدرسة قد مرت بتجربة صعبة
بسبب أصلان وأن والدة أميرة هي من أنقذت حياة حفيدها
عندما ظهر أصلان وأميرة في باب الصالون شعر الرجل بالدهشة لرؤية هالة جالسة بجانب جدته إذ لم يكن يتوقع وجودها هناك في الوقت ذاته لم تستطع أميرة أن تخفي استياءها من وجود هالة حيث امتلأت عيناها بالڠضب
والكراهية كلما نظرت إليها
لماذا أنت هنا اقترب أصلان من هالة وبدا وكأنه يستجوبها
أنا آسفة أصلان أردت فقط التعرف على عائلتك لذا عضت هالة على
شفتيها ونظرت إلى الأرض كأنها تخشى العقاپ من ناحيته كان أصلان يراقب وجه هالة بنظرات ثاقبة معتقدا أنها قد تكون قالت شيئا لهنادي لا يجدر بها قوله
أهلا بك الآنسة أميرة تفضلي بالدخول والجلوس لم تستطع هنادي إخفاء مودتها تجاه أميرة
ردت أميرة التحية بأدب يوم سعيد السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير
الآنسة أميرة كنت متشوقة للقائك الآن ونحن نقف وجها لوجه أراك أجمل مما كنت أتخيل أثنت هنادي على أميرة بإعجاب صادق
من جهتها شعرت هالة بالغيرة من أميرة بينما كانت تراقب تفاعلهم وتذكرت كيف أن عائلة البشير ممتنة لأميرة لأن والدتها أنقذت حياة أصلان كانت تتمنى
لو كانت هي في مكان أميرة لتصبح السيدة الشابة لعائلة البشير
أهلا بك أميرة رحبت هالة بأميرة
لكن أميرة نظرت إليها ببرود قبل أن توجه انتباهها إلى هنادي السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير أرغب في التحدث معك على انفراد
رفع أصلان حاجبيه متسائلا إن كانت أميرة سترفض معروف جدته
بكل سرور لدي الكثير لأتحدث معك عنه أمسكت هنادي بيد أميرة هيا النجلس ونتحدث
بعد لحظات توجهت أميرة وهنادي إلى الحديقة خارج غرفة المعيشة حيثجلسن على أريكة مريحة تحيط بها مناظر طبيعية خلابة بعد قليل قدمت الخادمة بعض الفواكه والمعجنات للسيدتين هذا الشاي الخاص بك الآنسة أميرة
شكرا لك السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير رفعت أميرة كوب الشاي
مستمتعة برائحته الطيبة
الآنسة أميرة أردت أن أشكرك على ما فعلته والدتك لإنقاذ حفيدي رغم حزني على ۏفاتها كنت أبحث عن فرصة لأعوضك وعائلتك على ذلك قالت هنادي بصدق
شعرت أميرة بتأثر هنادي فهزت رأسها وردت لا داعي للقلق السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير فعلت
أمي ما فعلته لأنه كان واجبها وهي على حق
يا عزيزتي أريدك أن تعرفي أن عائلة البشير ستكون دائما بيتك الثاني إن رغبت وأود أن أكون لك كجدتك سأبذل قصارى جهدي لأعتني بك وبابنك
قالت هنادي والدموع تملأ عينيها
الفصل 71 هل تحب أميرة
كانت أميرة ممتنة لنية هنادي الطيبة لكنها هزت رأسها بقوة أشعر بامتنان عميق لك لأنك لم تنسي أمي ولكنني لا أحتاج إلى أي معروف مقابل ما فعلته في الواقع جئت فقط لألقي التحية وليس لقبول أي عروض
أمسكت هنادي بيد أميرة بحماس عزيزتي أمك رحلت وأشعر بأن من واجبي الاعتناء بك أرجوك دعيني أعاملك كحفيدتي
لم يكن لأميرة أحد في عائلتها سوى والدها بعد ۏفاة جديها لذلك لم تستطع أن تمنع نفسها من التأثر بابتسامة هنادي الكريمة
أرجوك اعتبريني قريبة تزورينها من حين لآخر استمرت هنادي أعرف أنك وأمك كنتما نساء صالحات ولا أطلب الكثير سوى أن
تعيشي بسعادة وسلام نظرت هنادي إلى أميرة بإخلاص متطلعة لسماع ردها
وسرعان ما استسلمت أميرة لأنها لم تكن تعرف كيف لها أن ترفض مساعي السيدة الكريمة شعرت بشكل ما بشعور تجاه هنادي وكأنها وجدت شيئا فقدته منذ زمن بعيد حسنا سأقبل ذلك السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير
على الفور ابتسمت هنادي بسعادة وقالت رائع الآن لدي حفيدة أخرى
السيدة الكريمة كبيرة عائلة البشير حان وقت أخذ دوائكأه نعم لا يزال علي أخذ دوائي قالت هنادي أميرة اجلسي هنا قليلا أو استمتعي بجولة في الحديقة سأعود إليك بعد قليل
من فضلك اذهبي وخذي دوائك أومأت أميرة وتابعت مغادرة هنادي لكنها ترددت في التوجه إلى غرفة المعيشة فهي لا ترغب في مواجهة هالة
في هذه اللحظات كان أصلان يصطحب هالة ويريها قصر عائلة البشير حتى وصلوا بجولتهم إلى الحديقة فجأة الټفت إليها بنظرة حادة وسألها لماذا لم تخبريني أنك جنت لزيارة الجدة يا هالة
لم يكن أصلان يعلم أن هالة كانت في الواقع تعمل على حماية مصالحها راغبة في الحفاظ على مكانتها مقارنة بأميرة كانت تعتقد أنه إذا حصلت على تعويض
من عائلة البشير حيننذ ستحصل على المساواة التي تبحث عنها
أنا أحبك أصلان أرغب في أن نكون سويا قالت هالة بإعجاب كاشفة عن مشاعرها بصراحة
هالة سأعوضك بتقديم الراحة والمال لك رد أصلان بهدوء وهو يعي تماما ما يقوم به ويقوله في داخل قلبه كان متأكدا أنه سيقدم لها التعويض دون أن يشمل ذلك مشاعره
ندوبا عميقة وجعلها تفقد الثقة بالرجال
تجمد أصلان للحظات وكان متعمقا في تفكيره لا يحبذ سماع أي شيء عن أميرة مع رجل آخر كفى أجاب الرجل وهو يبدو مشتت الذهن
في تلك اللحظة رأت هالة ظلا يقترب منهما من خلف الأشجار وأدركت سريعا أنها أميرة فاڼهارت على الفور في أحضان أصلان محتضنة إياه بإحكام أصلان أنت الرجل الوحيد الذي أعطيته نفسي وأقسمت ألا أحب رجلا آخر
في حياتي أحبك يا أصلان
أصلان الذي تجمد في مكانه كان رأسه منحنيا وعيناه على هالة وهو محاصر بشكل غير متوقع بسبب اعترافها قال لها بهدوء ولكن بحالة من الذعر من فضلك لا تفعلي هذا يا هالة
لا لا يزال بإمكاني تذكر قبلتك وأنفاسك في تلك الليلة الطريقة التي فقدت
فيها السيطرة عندما كنت
في هذه الأثناء شعرت أميرة بالاشمئزاز من مشهد هالة وأصلان وهي تعتقد أن نزهتها في الحديقة كانت ستكون هادئة وغير مزعجة يا الله ألا يمكنهم اختيار مكان آخر لما يفعلون هذا محرج
الفصل 72 ابتعد عني
بعد ذلك دفع أصلان يد هالة بعيدا عنه وتراجع مبتعدا وهو يحافظ على عينيه مركزة على وجهها أنا أعلم أن علي تحمل المسؤولية الآن بعد أن عثرت عليك
من جانبها بدت هالة كقطة مچروحة تتظاهر بالبكاء
والدموع تملأ عينيها