رواية لمن القرار (كاملة جميع الفصول) بقلم سهام صادق
كما تلقت الأوامر منه تنظر لها بتأنيب
خيبتي نظرتي فيكي يافتون
وتقدمت أمامها بضعة خطوات تشير اليها أن تتبعها نحو الباب لتغادر المكان بلا رجعة
تعلقت عيناها بالظرف الذي يضم حسنتهم كما رأتها لتقبض بكفها فوقه پقهر وعيناها تنظر للمره الأخيره للسيدة ألفت بأن تصدقها
وقفت أمام شقة السيدة إحسان تطالع باب شقتها پخوف جسدها كله بات يرتعش وكأنها في ليلة قارسة البرودة طرقت فوق شراعة الباب بطرقات ضعيفه تهتف بأسم السيدة إحسان
فتون مالك يابنتي ايه اللي حصلك هو البعيد ضړبك تاني
اتطردت من الشغلالست
ألفت كانت عايزه تبلغ عني حسن لو عرف هيموتني
خرجت همهماتها بضعف تتشبث بأحضان السيدة إحسان التي ضمتها بدورها بقوة
للحظات شعرت انها تناست كل ماعاشته تلك الليله فحضن السيدة إحسان الدافئ وحنانها جعلها تنسى وحدتها وقسۏة الناس عليها
خدي اشربي يابنتي منهم لله اللي ظلموكي بقى انتي تسرقي حسبي الله ونعم الوكيل
انحدرت دموعها كالسيل وهي تتذكر نظراتهم إليها صړخت وتوسلت واقسمت انها ليست سارقة ولكن كيف سيصدقوا خادمة الحقيقه التي أصبحت تدركها كلما مضت الايام بها انها لاشئ انها من الأساس لم تعد شئ والزواج الذي اخبروها عنه انه خلاص لها وبداية جديدة كان هو أول شئ يعلمها معنى ازدراء النفس
يابنتي اشربي العصير وكفايه عياط وجعتي قلبي
حسن هيضربنيالبيه بتاعه هيقولهانا معملتش حاجه
ووقفت تنفض ثيابها وحافظة نقودها للمره التي لا تذكر عددها
شايفه ياماما اه مسرقتش حاجه
اجتذبتها السيدة إحسان لحضنها تربت فوق ظهرها تطمئنها
طالعتها والأمل عاد يدب في روحها وعيناها الباهتة
بس انتي حاولي تقولي لحسن قبل ما البيه يقولهمش معقول مش هيصدقك
واردفت بمقت من ذكر اسمه
يعني مظنش هيصدق الغرب ومش هيصدق مراته
وداخلها كانت تتمنى ان يخيب حسن ظنها تلك المره وتظهر رجولته
اكيد يابنتي
واشاحت السيدة إحسان وجهها تهمهم بأمل
اتمنى ميطلعش راجل ناقص
اتسعت عينيه يرمق شقيقته التي تجاوره في وقفته أمام دار الأوبرا
أنتي مش دعيتي ملك انا مش شايف غير مها
انت عارف خالتك مش هتوافق تجيب ملك لوحدها فقولتلها تجيب مها وكنت هتصرف بعد كده
هي ملك مجتش ليه
أنتي بتسأليني انا ياميادة
رمقها بمقت ملتفا بجسده نحو الداخلاقتربت مها من ميادة الواقفة وعيناها لا تفارق خطواته
هو رسلان راح فين
طالعت شقيقها بحنق فلما يلومها هي ولا يلوم حظه هو
فين ملك يامها
هندمت مها ثوبها القصير تجذبه قليلا لاسفل وترطب شفتيها بلسانها
تعبت فجأه ياميادة عن اذنك لما الحق رسلان
واسرعت بخطاها نحوه تاركة مياده مذهولة تفكر متى مرضت ملك
ارتسمت ابتسامة واسعه فوق شفتي مها كلما اقتربت من صيدها الثمين تتهادي في خطواتها وحديث والدتها يتردد في اذنيها يطربها
وريني شاطرتك بقى ميادة لما تعرف ان ملك تعبانه وتفضل ترن عليها ومتردش هتيجي جري وديه فرصتك لا مياده ولا ملك معاكم
رفرفت أهدابها تنظر نحو الكتاب الذي تتظاهر في قرأته تستمع لحديث والدتها عما ستحققه تلك الخطة من ثمار إذا آسرت مها رسلان بجمالها الساحر
تفتكري ميادة اتأخرت ليه ديه مش بتستحمل عنك حاجه وبتيجي جري
واقتربت منها تربت فوق شعرها المنسدل
اختك لو اتجوزت رسلان قلبي هيرتاح
غصة مؤلمة حړقة فؤادها وهي ترى وتستمع وماعليها إلا الصمت والرضوخ
أنتي مش حكتيلي عن المدرس زميلك اللي كان معجب بيكي راح فين ملك انتي سمعاني
همست بحړقة تخشي اهتزاز صوتها فېفضحها
سافر إعارة السعودية
ياخسارة اه كنت افرح بيكي مع اختك
ابتعدت ناهد عنها وقد تهلل قلبها عندما استمعت لصوت ميادة فثمار خطتها اليوم قد اتي بنتائجه المنتظره
أندفعت مياده داخل الغرفه تنظر نحو ملك وخالتها
مالها ملك
واقتربت من ملك تفحصها تدور بعينيها بين خالتها وملك التي نكست رأسها نحو الكتاب الذي لم ترى سطوره
رجليها اتلوت ياميادة
وانصرفت ناهد تزفر أنفاسها براحه تدعو داخلها ان يتحقق مرادها
ملك بصيلي
والدموع وحدها من كانت تفيض منها أسرعت ميادة في ضمھا دون حديث
رسلان كان مستنيكي ياملك حجز التذاكر عشانك
والاجابه كان ينطقها قلبها وحده
نفض يدها يرمقها بنظرات قاتله فضمت يداها ببعضهما تطالعه بخجل يدرك تماما انه بعيدا عنها
سوري يارسلان اظاهر من اندماجي مع الموسيقى اتحمست
اشاح عيناه مستاء يعود لشروده في ملاكه الذي يهرب منه
عاد يطالع مها التي ظنت انه يرمقها بحب ولكنه كان يتفرس ملامحها وثيابها ولأول مره يرى الکاړثة التي امامه
أنتي ايه اللي لبساه وعملاه في نفسك ده
همست بحماس تطالع الجالسين حولها في عالم آخر
عجبك
يقرف
بهتت ملامحها وهي ترى نظراته المزدرئه
مضى نصف الحفل لينهض بعدها متمتما
انا ماشي
بس انت بتحب الأوبرا يارسلان
تركها راحلا فعقله مع اخري باتت تسرق عقله كما سړقت قلبهاتبعته مها تزفر
أنفاسها حانقه فما السبيل معه ولكن عيناها سرعان ماعادت تلمع بمكر فمن هو حتى لا يسقط صريع أنوثتها
تعمدت طيلة طريق عودتهم ان تلامسه تقترب منه حتى يتلامس كتفيهم تثرثر وتثرثر ولكن هو كان لا يتمنى إلا واحده
صړخ بها بعدما ضجر من أفعالها
مها ابعدي عني شويه مش عارف اسوق
وبنبرة مستكينة تمتمت
حاضر يارسلان بس بليز متزعقش
مبحبش اشوفك متعصب
امتقع وجهه يلعن شقيقته داخله يتوعد لها على تركها له واغلاقها لهاتفها هي الأخرى
استكانت مها بوداعة في مقعدها تسبل جفنيها كالقطط تنظر اليه بهيام وتبحر في خيالها حينا يتزوجون
كانت ترتجف وهي تضع أمامه الطعام تنتظر اللحظة التي تخشاها تعالا رنين هاتفه فتجمدت اوصالها تطالعه پخوف
ايوه يامسعداه على ميعادنا بكره ظبط بقى لينا الليله
تنهدت بأرتياح دون أن تهتم بمغزي حديثه مع صديقه
مالك واقفه متخشبه كده ما تقعدي كلي
حاضر
نطقتها پخوف وهي تجلس فوق المقعد الخشبي تلتقط رغيفها اغمضت عيناها تحضر بعض الكلمات حتى تخبره بما حدث معها اليومعادت تفتحهما وتطالعه وهو يأكل طعامه بنهم وبمزاج عال
حسن
رفع عيناه نحوها يهمهم وهو يمضغ لقمته
قولي عايزه ايه النهارده مزاجي رايق
اصل
قضمت شفتيها بتوتر تفرك يداها بأرتباك
اصل ايه ما تحكيالليل مش قدامنا بطوله عشان اصل ولا مأصلش
فلتت شهقتها وهي تجده يجذبها من ذراعها يسحبها خلفه نحو غرفتهما
نالها بكل الطرق الممكنه ولم يكن عليها الا الرضوخ حتى ينتهي منهاكان هو هائما في رغبته اما هي كانت تفكر فيما ينتظرها في غدها
تركها بعدما شعر بالرضى غير عابئ بشحوب وجهها الذي ازداد
التقطت ثوبها الملقى تضمه نحو جسدها تنظر اليه بعينين خاويتين
والصڤعة التي تلقتها من حديثه كانت اكثر الصڤعات آلما
عايزه تعرفي مها بتعمل ايه عشان تقرب مني ياملك
كفايه يارسلان
زمجر بقوه غير عابئ بتوسلاتها
لآخر مره بقولهالك ياملك بتحبيني زي ما بحبك
والإجابة كانت في زفرة طويلة مثقله خرجت من بين شفتيها
ردي عليا ياملك
مها بتحبكعارف يعني ايه مها بتحبك
انتفخت اوداجه من شدة غضبه يدور على نفسه وكأنه يدور في حلقة مغلقة
انا بقولك انتي بتحبيني ولا لاء ردي
ماما عايزاك لمها
اغمض عيناه يزفر أنفاسه في دفعات متفرقة
بسألك لأخر مره ياملك
واجابه واحده كان ينتظرها لكنها لم تنطقها ولكن القلب مازال ينتظر على آمل
ابعد هاتفه عن أذنه بعدما فقد الآمل
بحبك يارسلان
والاجابه نطقت أخيرا ونالها وهو ينظر نحو هاتفه يعيده على اذنه
قوليها تاني ياملكقوليها ياحببتي
اعادتها لمرات عديدة ودموعها تنحدر على خديها تشعر بشئ ينغز قلبها ربما يكون الآلم او ربما شئ ستحدده الأيام
وانا محبتش غيرك ياملك
هناك شئ كان يورق مضجعه لا يعرف ماهيته تقلب بجسده يمينا ويسارا الي ان نهض زافرا أنفاسه
صنع لنفسه فنجان من القهوه وجلس خلف مكتبه ينظر للقضية الجديدة التي تنتظر منه أن يضع ذكائه المحنك وبصمته
انها مهنته المحبه كحال عمه رحمه الله تاركين عالم الأعمال لباقي الأسرة
تعلقت عيناه بالظرف الموضوع فوق سطح مكتبه يتذكر لحظة قدوم السيدة ألفت اليه قبل أن تغادر الي منزلها
فتون مأخدتش الفلوس يابيه قلبي بيقولي اننا ظلمناها
اردات ان تخبره من الممكن أن يكون مخطئ وتكون ذاكرته قد خانته ولكنها لم تستطع ففي النهايه هو السيد وماهي الا موظفة لديه رأي ذلك في عينيها قبل أن تغادر والندم ينهش قلبها
التقط الظرف يديره بين يديه وعيناه تنظر نحو اللاشئ
مسح فوق خديه بكفه لعله ينفض عقله ويتذكر أين وضع الخاتم
ولكنه كان على يقين تام داخله انه جاء به إلى هنا بعدما أعطاه له أحد موظفين المتجر الذي يقتني منه مثل تلك الأشياء
رفع فنجان القهوة يرتشف منه ولكنه لم يجد الا البروده في مذاقهايعلم انه يهرب من ذكرياته ولا يريد ان يغرق فيها
فتون مش سيلا ياسليم اوعي عقلك ياخدك لكده سيلا ماټت
وصوت واحد كان يتردد بقسوته ويسري طنينه الي أذنيه
انت زعلان على مين زعلان على بنت الخدامه انها ماټت
والكلمه تتردد دون الرحمه ما ټموت ما ټموت
ودموعه وحدها ما كانت تعبر عنه تلك الليله قارسة البرودة
سيلا الصديقه والحبيبهحب طفولته ومراهقته ليأخذها المۏت منه
استيقظ يدندن بمزاج عال يهتف بأسمها وهو يمسد بطنه
الفطار يافتون
خرج صوتها مهزوزا تتمالك رعشتها فكلما اقترب بزوغ الصباح كانت تعلم أن لا مفر من اخباره بما حدث معها ليله أمس
فتون انتي يابت
حاضر ياحسن بسخن العيش بس
اتكأ فوق الاريكة الصغيره بالصالة يقلب بريموت التلفاز بين القنوات
فرغت من وضع الصحون فوق الطاوله تنظر نحوه پخوف
خلاص خلصت ياحسن
تماطئ بذراعيه يرمقها بنظرات عابثة
بما انك بسطيني امبارح يابت
يافتون والنهارده اجازه هاخدك اخرجك نتمشى علي النيل
تهللت اساريرها غير مصدقة تهتف بسعاده وقد تناست كل ما يورقها
صحيح ياحسن
اقترب منها يداعب وجنتاها
الاكل ياحسن
رمقها بنظرة أصبحت تعرفها تماما فأبتعد عنها ينظر نحو الأطباق بجوع
اه الاكل تعالي ناكل
توقفت اللقمة بحلقها وقد عاد الخۏف يدب في اوصالها عندما تعالا رنين هاتفه
توقفت عيناه صوب العلبة الموجوده في درج مكتبهالتقط العلبة يخرج الخاتم منها يدقق فيه مصډوما من حاله
ازاي نسيته هنا
هز رأسه وهو يستمع اليها يحثها على إكمال حديثها كلما صمتت تلتقط أنفاسها تنتظر أي إشارة منه علي تصديقها
هو ده كل اللي حصل ياحسن
عيدي تاني كده اللي قولتي
انكمشت على حالها محدقة به پخوف
ما انا حكتلك كل حاجه ياحسن
زفر أنفاسه يقلب بين طيات ذاكرته ولكن في النهاية أدرك فداحة خطاءه
التقط هاتفه يبحث عن رقما مجددا الي ان أتته
الإجابة مخاطبا من يحادثه ناهضا من فوق مقعده مغادرا مؤسسة المحاماة
متأكد ان ده عنوان حسن
الفصل الثامن
بقلم سهام صادق
انصت إليها ومع كل
كلمه كانت تخرج من بين شفتيها كان يجعلها تكررها للمرة الثانية حرك اصبعه في حلقة دائرية دلالة على ان تكمل سردها دون توقف
أصابت الرعشة سائر جسدها وهي تراه يفرد