رواية آصرة العزايزة الفصل 29 كامل بقلم نهال مصطفي
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الآصرة التاسع و العشرون ج٢
قل لي بربك من تكون ج
وصل هارون وليلة لأحد المولات العملاقة بالإسكندرية بعد ما بذل مجهودا جبارا بتشتيتها عن همها الذي يكتظ بملامحها .. استقل الثنائي المصعد متجهين صوب أحد محلات الفساتين ذات العلامات التجارية المشهورة وهي تشير له نحو متجر ما
أهو المحل ده بجيب منه كل فساتيني .. هيعجبك أوي .
كان الفستان بيمينها باللون الأسود من القطيفة ذو أكمام واسعة ولكنه قصير يصل لركبتها .. تعكرت ملامح وجهه وهو يطالع الأخر الذي كان باللون الأحمر ذو حمالات رفيعة للغاية وطويل حيث يلامس ذيله الأرض .. حك ذقنه وعدم الاقتناع يقاسم ملامحه
لا ده يمشي ولا ده يمشي .
هبت معارضة لرأيه
دانت اللي تحفة !! هو يا عريان من فوق يا عريان من تحت !! لا لا متمشيش جمبي باللبس ده !!
تأففت بضيق وقدمت الفساتين للفتاة العاملة بالمكان وذهبت لتختار غيرهم .. ظلت تكتشف كل الفستان مراعية لقواعده بألا يكون مكشوفا ..ثم جاءت بأخر باللون الأخضر ليس بقصير ولا بطويل وذو أكمام طويلة .. وقفت أمامه لتستشيره
شبه الخيارة يا ليلة !! لا لا شوفي غيره ..مش حلو .
والله !! طيب ما تختار أنت أحسن !!
لقد فاض صبرها من تعليقاته السلبية فنظر للفتاة التي ترتدي سترة مقفولة من أعلى و تنورة قصيرة للغاية قائلا
الله يسترك ياشيخة تحت زي ما سترك فوق .. ما تشوفلنا فستان محترم مقفل فوق وتحت ميبينش الحركات .
ثم حاولت بلع ضحكتها التي لمعت بعيونها هامسة له بحذر
هارون .. حركات ايه ياعمده!
رد متأففا
الحركات !!أقولك اسكتي الأستاذة فهمت طلبي .
انصرفت الفتاة وهي تبحث عن شيء يتناسب مع طلبه ولم يخل وقوفهم من الهمهمات
لازم تبقى أوبن مايند شوية .. أحنا هنا مش في الصعيد ..
انكمشت حول نفسها
خلاص يا عم بالراحة عليا .. الله .. عرفنا إنك صعيدي أوي .
جاءت الفتاة وبيدها فستانين أحدهما باللون الأرزق الغامق الطويل من خامة القطيفة .. ذو أكمام طويلة بذيل طويل .. وأخر باللون البني من خامة الحرير ذو أكمام واسعة يصل لتحت ركبتيها .. عرضت الفساتين عليه
رأيك في دول يا فندم !!
راحت عينيه نحو الأزرق وهو يتفحصه متسائلا
ده كله مقفل ولا هتفاجئ بشبابيك ومناور فيه لما يتلبس !
ضغطت على كفه بحرج وهي تعتذر للفتاة بابتسامة
هارون بيه أنت بتقول ايه !!
ثم شدت الفستان من الفتاة بحماس
اشطا هقيس ده !!
ما كادت أن تخطو خطوة فتراجعت لتسائله بخبث انثوي
على فكرة أنا بلبس حاجات قصيرة عادي!! أنت ليه مكبر الموضوع ! دي موضة .. ولا أنت ليك وجهة نظر تانية
أخفي غيرته عليها قائلا
الجو سقعة مش ناقص مكابرة .
سألته بخبث
بس كده عشان الجو و بس !!
رد بجمود وهي يتحاشى النظر إليها كي لا تفضحه نظراته المدججة بالغيرة
أومال هيكون عشان أيه !!
رفعت حاجبها معاندة وهي تشد أحد الفساتين القصيرة وكأنها تتحداه
كده !! عموما أنا مش ببرد ومتعودة .. وهقيس ده كمان !!
تمتم لها مغلولا
قيسي هو القياس عليه جمرك !!بس مش هتجيبي غير اللي يعجبني ..
دخلت غرفة البروڤا وشرعت بلبس الفستان القصير أولا حيث كان باللون الوردي يصل لركبتيها ذو أكمام قصيرة وفوق فرو بناتي بنفس اللون .. فخرجت له متشوقة لرؤية الغيرة بعينيه .. دارت له كالحورية
ده واو بجد ! طلع جامد .. أيه رأيك
نظرة واحدة على سهوة من عينيه حفرت صورتها بالذاكرة للأبد .. ثم تجولت أنظاره بالمكان ليتأكد من خلائه من معشر الرجال وقال بحدة دون التطلع لها مشيرا بكفه
خشي أقلعي المسخرة اللي لابساها ديه !
ليه والله حلو ومحترم .. أهو طويل ده مغطي الركبة !!
زفر پاختناق متمتما
يا صبر الصبر ..
ضړبت الأرض بقدميها مستسلمة لأوامره وتحكماته وهي تشكو منه للفتاة
هو مش حلو عليا !! أومال مش عاجبه ليه !!
واضح أن خطيبك بيغير عليكي .. والغيرة حب يا استاذة !!أنت مش شايفة نظراته عاملة ازاي!
قصدك أنه بيغير عليا !!
كررت في سرها جملة الفتاة التي نطقتها بدون قصد ولكن للكلمة وقع سحري على قلبها وهي تنزع فستانها وتتخيل للحظة ماذا لو سمح لهما الزمان ليكونا أحبة !! لا تعلم سر الابتسامة المفاجأة التي طغت على ملامحها وهي تلبس الفستان الأزرق الجميل الذي جعلها أشبه بحوريات البحر .. ولت ظهرها لتقفل لها الفتاة الفستان لتنبهر بجماله عليها .. ما فرغت من ترتيب هيئتها شدت الستار وخرجت له بوجه يحمل ملامحها المبتسمة
طيب وده ! أظن مفيش غلطة ..
تفصحت أعينه ذيل الفستان الدائري بالأرض تحتها ليصعد تدريجيا لتفاصيله التي تبرز معالم أنوثتها وجمالها الساحر الذي استولى على عقله .. رفع حاجبه بثبات وهو يقول لها
أهو حلو ده الحشمة حلوة بردك .. والجو مش مستحمل مرقعة ..
بجد عجبك !! يعني تمام !
أومئ رأسه مؤيدا اختياره للفستان فدارت للفتاة فارحة
خلاص هاخد ده ..عجبه اخيرا ..
ساعدتهت الفتاة في نزع فستانها ثم أخذته وخرجت لتتركها تواصل ارتداء ملابسها .. أما عنه أشار للفتاة العاملة ومد لها بطاقته البنكية ومعها فرو بنفس لون الفستان وهو يقول لها
شوفي حساب الحاجات دي ..
خرجت ليلة بعد عدة دقائق وهي تخرج من حقيبتها بطاقتها البنكية .. وتمدها للفتاة التي تبسمت بوجهها قائلة
الحساب وصل ..
تطلعت له پصدمة
نعم !! حساب أيه اللي وصل ! لا طبعا أنت هتصرف عليا !!
أخذ الحقيبة من يد الفتاة ورمى جملته الأخيرة همسا
اصرف عليكي وعلى عيلتك كلها .. يلا وشيلي فلوسك دي .
غادر المحل قبلها فعلقت حقيبتها وتابعته معاتبة
على فكرة الكلام ده ما يصحش .. ده فستاني يعني أنا اللي هحاسب عليه !
ليلة .. أهدي وقولي هديت .. شوفي هتجيبي أيه تاني خلينا نخلصوا ..
فكرت للحظة
كده باقي الباك والشوز .. هنجيبهم من هناك .. والدور اللي تحت هنزل اختارلك بدلة على ذوقي ..
سار الثنائي في أجواء يعمها الضحك والهزار حتى فرغت ليلة من استكمال طلباتها والتي أصر على دفع حسابهم أيضا واستقلت معه المصعد لتهبط للدور الأسفل لتتولى مهمة اختيار ملابسه .. هنا جاءها اتصال من رقم مجهول فتجاهلت الرد عليه وتابعت السير معه وهي تخبره
هخليك النهاردة اخر شياكة .. وأحلى من العريس كمان !!
دخل أحد المحلات الشبابية .. وشرعت في