الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية آصرة العزايزة الفصل 29 كامل بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

لتطلع عليه 
الفرح في فندق سان ستيفانو ..قريب من هنا مش بعيد ..
حرك السيارة مفارقا المكان بهدوء فاقترحت عليه قائلة
ما تسمعني حاجة على ذوقك .. قصدي بتحب تسمع مين !!
ارتسمت الابتسامة على وجهه وهو يغادر بوابة الفندق رد ببشاشة 
بحب اسمع منير .. تقريبا مش بحب اسمع غيره .
أول مرة أقابل حد يقولي بيحب منير .. أو !! أنت دايما غريب كده حتى في اختياراتك !
ثم فتحت هاتفها المتصل بالسيارة وقالت 
حابب اشغل ايه .. اختار اغنية !
حانت منه نظرة سريعة ثم عاد لينشغل بأمر الطريق 
شغلي أغنية يونس ..
شرعت كلمات الاغنية التي كانت تستمع اليها ليله باهتمام لأنها اول مرة تسمعها ..حتى تلاقت أعنيهم عند سؤال منير وهو يقول 
وده حب أيه اللي من غير أي حرية !!
كأن أعينهم تعتذر لبعضها وللحب المستحيل الذي يزهر بين قلوبهم المکبلة .. فتعالى صوت الغناء الذي ملأ قلبه بالتنهيدات والنظرات المتقطرة منها فوق قلبه كالمطر .. حتى تمتم سرا مع كلمات الأغنية التي جاءت على وجعه وقلة حيلته 
يا عزيزة يابنت السلطان لو يتغير الزمان وقابلتيني في أي مكان .. كنت أعشقك من غير ما تقولي ..
أجواء الأغنية بكلماتها سلبت قلوبهم لعالم أخر عالم لا يلونه الا الحب .. انتهت الأغنية مع انتهاء المسافة فتولدت بينهما ذكرى طريق عمرها أغنية لمنير .. فهتفت 
وصلنا وكمان الأغنية خلصت .. الأغنية طلعت حلوة أوي أبقى نسمع منير وأحنا راجعين ..
هبط من السيارة التي فتح بابها العامل أمام الفندق .. فترك له مفتاح السيارة ليقوم بركنها ووقف بجوارها منتظرها أن تعيد ترتيب فستانها دون التطلع إليها .. وما نصبت قامتها و لاحظ ظلها فوجئت بكفه الممتد لها لتتمسك به .. صدمة كانت إثرها تنهيدة ملحوظة وهي تدس أصابعها بين فراغات يده ليتقدمان معا نحو صالة الفرح ...
هبط الثنائي على درجات السلم بتناغم يلفت نظر الأعمى .. احتارت الأعين عن هوية ذلك الرجل ذو الخطوات المغرورة وأناقته الطاغية .. أم على جمال الفراشة التي تتمسك بالغصن فتزيده هيبة وسحر .. ارتفع صدرها بتنهيدة واسعة وهي تنظر له وكأنها تكذب أنظارها تشعر وكانها بحلم جميل يشبه أفلام ديزني التي تعشقها وقالت له مقترحة 
تعالى نقعد هنا ..
شد لها المقعد بشياكة لتجلس فوقه ثم فك زر بذلته وجلس بجوارها وهو يتأمل تفاصيل الحفل فسألته 
عجبك المكان !
حلو ...
بابا العروسة يبقي مساعد وزير والعريس باباه كان طيار في الدفاع الجوي ..
فرح تقيل يعني !!
تفاخرت بنفسها 
يابني أنا مش بصاحب أي حد ..
توافدوا عليها الفتيات ليرحبوا بها فأخذوها من هارون الذي لم يتزحزح أعينه عنها .. ونظرات رفقاتها التي لم تتركه بعد .. شهقت جوري منبهرة 
ليلة !! الولد طلع مز يخربيت حلاوته .. عرفيني عليه ..طيب ينفع اتجوزه !! قولي ااه ..
فأتبعت شروق 
يانهار جمدان !! ده طلع غير الصورة خالص .. أنا حبيته .. بصي هروح أخد نمرته .
زفرت بضيق وهي تقرصها بكتفها 
عيب على فكرة مش بيكلم بنات .. بيكلمني أنا بس !!
ده ليه 
ردت بثقة 
عشان أحنا صحاب ..
أتبعت علا بدهاء 
صحاب مين يا هبلة ده منزلش عينيه من عليك !! ليلة لو متنازلة عنه أنا ممكن أخده وهخليه يحبني ..
توهجت الغيرة بصدرها من سخافات صديقاتها 
ممكن تسكتوا وعيب الكلام ده !! بلاش ياخد عنكم فكرة وحشة وأنتوا أصلا هبل وبتهزروا ..تيجي تسلموا وتمشوا على طول ..بأدب .
ثم تقدمت له ليلة لتعود جالسة بمكانها 
هارون بيه .. أحب أعرفك على صحابي .. شروق علا جوري .. وده يا بنات هارون بيه العزايزي ..
مدت شروق كفها لمصافحته بلهفة 
هاي يا هارون بيه نورتنا .. أنا شروق .. ليلة حكت لي عنك كتير ..
امتنع عن مصافحتها بابتسامة خفيفة واضعا كفه على صدره ليقول 
أهلا بيكي ..
فتدخلت ليلة بعدما ألقت نظرة على يمينه فوجدتها خالية من دبلة زينة التي نزعها عمدا وكأنه أخيرا تصالح مع حقيقة رفض قلبه لها .. فبررت الموقف بحرج 
قولنا مش بيحب يسلم كتير .. ده راجل صعيدي يا بنات ..
سحبت شروق كفها وأخذت تختلق أحاديث مع هارون عشوائية كان لا يجاريها وظلت الفتيات تخلق المواضيع التافهة بينهم للتحدث معه فتدخلت ليلة لرفع الحرج عنه 
خلاص يابنات هارون بيه مالهوش في الكلام الكتير ..ولا ايه !!
بعد كثير من المحاولات انسحبت واحدة تلو الأخرى منهن فمالت ليلة نحوه متسائلة 
أنت ليله مسلمتش عليها .. أحرجت البنت ..
برر موقفه 
لو كنت سلمت عليها مش هخلص منها ومن صحابها .. ومش حلوة لما ألم البنات دي كلها حوليا فأنا قطمت الكلام معاهم ...
لمعت عينيها بإعجاب 
طيب واشمعنا أنا !
تحمحم مشوشا على الموضوع 
أحنا مش صحاب ولا إيه .. ما أنت لسه قايلة ..
أيوة صح أحنا صحاب .. بس هي فين دبلتك !
كور يده حاسما أمره بخصوص دبلته 
شكلها وقعت مني .. كبري ..
يعني ايه وقعت !! وزينة هتضايق ...
هنا أنقذه أحد الشباب الذي تعرف عليه بعد محاولات 
مش معقول !! هارون بيه العزايزي !!
وقف هارون ليرحب بصديقه
شهاب عز الدين ! أيه الصدف دي 
أردف شهاب 
بصراحة اخر واحد كنت متوقع أشوفه هنا !! فينك وفين أراضيك ..
ونظر لليلة 
وايه لم الشامي على المغربي ..أنتو تعرفوا بعض!
تدخلت ليلة مندهشة 
أيه ده أنتوا تعرفوا بعض ... !
بادر شهاب قائلا 
هارون بيه دفعتي .. كنا دفعة واحدة في الوادي الجديد .. وأحلى أيام قضيتها في العزايزة عندهم .. وكنا مقدمين نيابة سوا بس هو اللي خسره القضاء ..
هز هارون رأسه متسائلا وهو يبلع غصته التي لم يستطع التخلص منها بعد 
وحاليا ماسك فين يا شهاب بيه !
ماسك في الجيزة وجيت أحضر فرح أختي .. بس أنت تعرف ليلة الجوهري ازاي .
رد بدون تفكير 
شغل ...
فأيدته ليلة 
ااه شغل ..
فمد شهاب يده متغزلا بجمالها وهو يتأهب لطبع قبلة خفيفة على كفها 
عمرك ما فشلتي تبهريني بجمالك ..
أصبحت عينيه ككرتين من ڼار أرعبتها فشدت يدها بسرعة وهي تبتسم بتصنع بوجهه 
مرسي يا شهاب بيه .. وأنت خطبت ولا لسه !
لا لسه .. وشكلي كده لقيت الوسيط اللي ممكن يتوسط لي للعروسة اللي تقلانة علينا .. سمعت إنك سبتي شريف أبو العلا !!
قال جملته وهو ينظر لهارون بتأمل في تحقيق مراده .. هارون الذي تبدلت ملامحه في لحظة .. لم يكمل شهاب جملته فأقبلت أخته الصغرى 
شهاب بابي بيقولك تعالى استقبل معاه ناس مهميين ..
استأذن شهاب مؤكدا بعودته مرة ثانية .. جلست ليله على مقعدها وهي تملا كوب الماء بتوتر والخۏف يملأ من نظراته الصامتة ..وضع قبضة يده على سطح الطاولة وسألها بنبرة محقق 
تعرفيه منين! ..
ردت بتلقائية 
ده يبقي أخو العروسة وجيراننا في الكمبوند .. وو كان متقدملي زمان بس مامي رفضته واصرت على شريف ..
فأتبع هارون الذي قرأ نظرات شهاب 
وشكله

انت في الصفحة 4 من 5 صفحات