الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية آصرة العزايزة الفصل 29 كامل بقلم نهال مصطفي

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

فاضي لك !
ثم ضړب على سطح مكتبه مهددا پذعر 
اسمعي هما كلمتين .. تبعدي سمك عن ليلة ولو حاولتي تديها العلاچ ديه تاني لو اشتكت لي بشوية صداع هفهم أنك لعبتي في الدواء ..
ثم ترك مكانه وقرب منها معلنا حربه عليها بنبرته المخيفة 
ومن غير يمين متخلنيش ألبس روب المحاماة عشان ساعتها هقفلهالك ضبة ومفتاح .. ومش هرتاح إلا وأنت مسجونة .. فاهمة !!
ثم ضړب مرة أخرى على سطح مكتبها فانتفضت من الړعب وهي ترتمي على مقعدها الجلدي وقال محذرا 
اسمعي الكلام و ابعدي عن ليلة وسيبي البت في حالها .. مفهوم وإلا متجبرنيش أوريكي الوش التاني لهارون العزايزي ....
ثم رمقها بنظرة ساخرة 
اه ومبروك الجواز يا عروسة شريف أبو العلا ده حبيبي ولازم اكلمه ابارلك بنفسي..
صړخت عليه پخوف 
استنى هنا شريف ما يعرفش حاجة!!
رد ببرود
منا قاصد أعرفه !! عقولك صاحبي وحبيبي لازم نباركوله على عروسة أبوه الچديدة ....
روحي يا صفية منك لله !
تمتمت أحلام بجملتها الأخيرة وهي ترى هلال حاملا حقائبه معلنا مغادرته للبيت .. فظلت تتوسله 
ياحبيبي من ميتى عناخدوا على كلام أمك ما كلنا عارفينها عقلها صغير ..
رد مصرا على رأيه 
كدا أحسن للكل يا أحلام أمي هي اللي اختارت .
رمقت صفية رقية بغل وشغلت بعينيها نافورة التماسيح 
ليه يا ولدي عاوز تسيبني وتبعد عني وانا ليا مين غيركم في الدنيا .. ليه عاوز ټحرق قلبي عليك ..
دي سنة الحياة يا أمي ولو سمحت الموضوع منتهي .. أنا هاخد مراتي وأشوفلها بيت بعيد عن هنه .
تدخلت أحلام بضيق
وفكرك أبوك لو سمع هيوافقك !! ليه عايز تقلبها حريقة يا ولد !! ما تعقلي چوزك يا رقية يا بتي .. !!
صوت زمجرة خليفة خيم على المكان وهو يراقب تجمعهم فسألهم 
في أيه إهنه !!
تدخلت صفية الباكية بزيف
ولدك عاوز يهملنا ويمشي يا حج خليفة !! يرضيك الكلام ديه !! يرضيك 
فعقبت أحلام لتشكو له
ولدك واخد على خاطره من صفية يا حج مش كل ما تشوف البت تسم بدنها بكلامها !! اهو الرجل هملها الدنيا وواخد مرته وماشي .
اڼفجر خليفة صارخا بوجههم 
أيه قلة العقل دي !! مهمل بيتك وبيت أبوك ورايح فين يا هلال !!
أي مكان يا أبوي ..
نهره أبيه 
خف حديت ماسخ !! وطلع الشنط دي وخد مرتك واطلع مفيش واد هيطلع من بيتي على حياة عيني 
ثم دار لصفية ليوبخهها محذرا 
يمين عظيم يا صفية لو لسانك قال كلمة عفشة لمراة هلال لتكوني طالق..... سمعتي ..
ثم أشار بعكازه آمرا 
قل الشنط دي من إهنه بلا قلة عقل وحديت فارغ ....
في تمام الساعة الثامنة مساء .
عاد هارون إلي الفندق بعد ما فرغ من كل مشاويره الخاصة .. استلم بطاقة غرفته وهو يتحدث مع ليلة التي لم تكف عن اتصالاتها المتواصلة والتي لم يتجاهل منها مكالمة واحدة على مدار ساعات غيابه .. وقف أمام باب غرفتها وهو يحدثها 
أنا وصلت الأوضة هاخد دش وأجهز ..
لقد كانت انتهت تماما من لبسها لم يتبقى إلا لمساتها الخفيفة من مستحضرات التجميل وهي تختار لو حمرة شفتها باللون الوردي الفاتح وتقول مترجية 
طيب بليز متتأخرش صحابي مش مبطليين زن .. وبيستعجلوني .
ركل الباب بقدمه 
حالا أهو ..
قفل المكالمة معها واتجه صوب الحمام ليباشر طقوسه الخاصة قبل الحفل والابتسامة لم تفارق ملامحه شغف غير طبيعي في رؤيتها مرة ثانية لم يكن اليوم كافيا ليشبع خفة روحها .. بات الشوق لها يطادره أينما ذهب ..
مع دقات الساعة التاسعة مساء كان هارون واقفا أمام المراة ينفث القليل من عطره الذي أهدته له ليلة .. نوع مميز وجديد عما يستخدمه أصرت أن يجربه .. ترك الزجاجة من يده وهو يحكم قفل زر معصمه .. فجذب أنظاره رنينها الذي أجابه على الفور 
هااه تمام يا عمدة ولا لسه !
انا تمام شوف أنت ..
وأنا كمان تمام ..تمام جدا .
ثم رسمت ابتسامة واسعة على محياها وهي تطلب منه بخفة روح 
أنا على الباب على فكرة .. لو تمام ممكن تفتح لي ..
أخذ مفتاح سيارتها وشفرة غرفته الخاصة وقفل الأنوار بعجل ثم فتح لها الباب ليتفاجأ أمامه بإمراة لم ير أحلى منها بحياته .. كل تفاصيلها متناسقة كما قال الكتاب .. من جمالها يتأملها القمر بنفسه لا هو وحده .. أخذ يتأمل تفاصيل الفريدة والمميزة بدء من عقد رقبتها الأنيق باللون الفضي .. لتسريحة شعرها التي برزت معالم جمالها .. للون عينيها الأرزق المتناسق مع الفستان ولمسات التجميل البسيطة التي برزت جمال ملامحها ..وكحل عينيها الأزرق الذي سقط على جفونها دون أن يذوب كيف لا يغرق بجمال أهدابها ! كيف بحمى أنفاسها لا يشتعل مثلما اشټعل قلبه لرؤيتها !
دقق في تفاصيل فستانها الذي ينحت تفاصيل رشاقتها بطريقة تذهب العقل وتسكره .. حذائها ذو الكعب العالي الذي جعلها بمستوى ذقنه .. كل هذا كان أشبه بشعور من فتح نافذته ووجد السماء مرصعة بالنجوم في ليلة سحرية ينيرها قمر ابتسامتها .
لأول مرة يهتم بجمال التفاصيل وحلوها وبها .. لأول مرة تشغله إمراة كما فعلت هي .. لأول مرة يقف أمام حسنها ولا يود التحرك خطوة .. ابتسمت بوجهه مطلقة صفارة هادئة منبهرة بهيئته التي تشع ب الوسامة والرجولة الطاغية معا .. تفاصيل أناقته كأنه عريس في ليلة عرسه .. أشادت بصورته مشدوهة 
أيه الشياكة دي كلها .. يسلم ذوقك يا بت يا لي لي ..حقيقي سوبر جنتل مان .. أنت تلبس بدل على طول بقا ..تجنن عليك .
قفل باب غرفته وهو يفحصها بعناية وبأعين منبهرة 
وأنت كمان شكلك حلو ..
أيه الرخامة دي !! حلو بس !! يعني انبهر شوية كده وحلل الفلوس اللي دفعتها .. على فكرة هتاخدهم .
هز برأسه بخفة وهو يشير لها نحو المصعد 
طب أمشي وبطلي كلام فارغ ..
سارت بمحاذاته فكان يطالع الطريق وكانت تستدل من جماله على عنوان الجاذبية .. دخل الثنائي المصعد فأخرجت هاتفها لالتقاط صورة لهما بالمرآة 
يلا نتصور ..
لم يمانعها بل دنى منها خطوة لضبط زاوية الصورة ليلتقط الاثنان أجمل صورة بحياتهما صورة اجتمع فيها الشمس والقمر في لحظة واحدة .. فتح باب المصعد فسمح لها بالخروج أولا ثم تابع خطاها بشموخ وهيبة لفتت أنظار الجميع .. كل الأعين تلتفت لجمالهم وتناسقهم بانبهار كأنهم خلقا ليكملا بعضهما البعض ..
فتح لها باب السيارة بشياكة وأشار لها أن تدلف .. فأعجبت بلفتته الساحرة وشكرته 
كمان أيه الدلع ده كله !! مرسي ..
قفل الباب خلفها برفق ثم دار ليجلس بجوارها وقبل ما يحرك السيارة سألها 
ليلة أخدتي أدويتك في معادها .. مش عايزك تأهملي العلاج .
لمعت فرحة اهتمامه بها بعينيها وهزت رأسها بالموافقة 
أخدتها كلها متقلقش .. أنا كويسة حتى الصداع خف خالص بطل يجي زي الأول ..
إن شاء الله مفيش غير كل عافية ..
يارب ..مرسي .
ثم اعتدلت في جلستها

انت في الصفحة 3 من 5 صفحات