رواية لعڼة العشق الاسود بقلم سارة علي (كاملة)
انت في الصفحة 1 من 5 صفحات
الفصل الاول ...
بعد مرور سنوات ..
أمام المرآة يقف مالك يعدل من ربطة عنقه حينما دلفت والدته الى الداخل وهي تبتسم بحبور ...
اقتربت منه ووضعت كف يدها على كتفه ليلتفت نحوها ويحمل كفها ويقبله قبل أن يهتف بها
جيالي بنفسك يا سوزان هانم ....
طبعا يا حبيبي ... مش النهاردة فرح ابني الصغير .. انا فرحانة اوي يا مالك ...
ذكريات متعلقة بماضي ما زال حاضرا داخله وإن أظهر عكس ذلك
طرد هذه الأفكار من رأسه وعاد بتركيزه ناحية والدته التي قالت بدورها
عقبالك يا حبيبي ....
رد عليها بنبرة مقتضبة
لسه بدري ....
إختفت ابتسامة والدته وهي تقول بلهجة حزينة
لم يعلق على حديثها بل اتجه نحو الشماعة وحمل سترته من عليها و إرتداها ثم عاد لوالدته وقال مغيرا الموضوع
مش يلا بينا ... هنتأخر على المعازيم ....
يلا بينا ...
تأبطت والدته ذراعه وسار الاثنان متجهان الى قاعة الحفل ...
وقفت منى أمام المرأة تتطلع الى فستان زفافها الضخم بملامح شاردة ... لا تصدق بأنها ستزف اليوم الى حبيبها بعد سنين طويلة عانت فيها الحب من طرف واحد ...
نعم فقد أحبته منذ أول يوم رأته فيه في الجامعة حينما كانت في سنتها الاولى وهو كذلك كان معها في نفس القسم ... لكنه كان مرتبط بإبنة عمه ... ما زالت تتذكر معاناتها وحسراتها على قلبها الذي ظل يعاني مرارة الحب ...
لقد أخلصت له لسنوات عديدة واستحقت حبه وإخلاصه ...
أفاقت من شرودها على صوت والدتها تسألها
موني حبيبتي .... روحتي فين ...!
التفتت نحو والدتها وقالت بينما الدموع تكونت داخل مقلتيها
بفكر كنت فين وبقيت فين ....
دي دموع الفرح ... انا بس فرحانة اووي ... فرحانة اكتر من أي شيء ...
ربتت والدتها على وجنتها وقالت بحب
تستاهلي الفرحة دي يا حبيبتي ...
ثم التفتت نحو ابنتها الكبرى وقالت
يلا يا سهيلة اسبقينا انتي واحنه هنلحقك على طول ...
حاضر يا ماما ...
قالتها سهيلة وهي تخرج من غرفة شقيقتها وتتجه الى الطابق السفلي حيث يوجد هناك والدها الذي ينتظرهم ليقلهم الى مكان قاعة الحفل ...
في مكان اخر وتحديدا في مطار القاهرة الدولي ...
تقدمت فتاة جميلة للغاية ترتدي فستان اسود طويل ذو حمالات رفيعة ... فستان اختارته خصيصا لهذا اليوم .... كانت تسير بجانبها امرأة كبيرة في السن حيث اتجهت الاثنتان الى خارج المطار وتحديدا الى سيارة سوداء عالية تنتظرهم ...
ركبتا الاثنتان في السيارة ليلتفت السائق نحويهما ويهتف بوجه سعيد
حمد لله على سلامتك يا خالتي ... حمد لله على سلامتك يا مرام ...
ابتسمت الخالة له ولم تنطق بحرف بينما ردت مرام عليه بإبتسامة مقتضبة
الله يسلمك يا عمرو ....
ماما مستنياكم فالبيت ...
قالها الشاب الاخر والذي يدعى مازن لتهتف مرام بسرعة
انا مش هروح البيت ....
امال هتروحي فين ...!
سألها عمرو بحيرة لترد عليه
هروح الفندق اللي فيه حفلة جواز مصطفى .....
تبادل الشابان النظرات قبل أن يهتف مازن بها