رواية لعڼة العشق الاسود بقلم سارة علي (كاملة)
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
...
أخذت مرام تسير داخل الموقع وتتحدث مع العمال الذين انبهروا بها وبجمالها ....
في اثناء سيرها سمعت أن مالك قد جاء مع احد مهندسي الشركة الى الموقع
ليرد الاخر
استغفر الله العظيم فيه وحدة محترمة تعمل كده ... وفالموقع هنا ..
انتوا بتتكلموا عن مين ...!
سألهم مالك بحدة ليجيبه العامل الأول بصوت متردد
هي جت هنا ...!
اومأ لعامل برأسه ليكمل مالك
وقلعت ...!
اومأ العامل برأسه بحذر ليضرب مالك كفا بكف وهو يقول
طيب يا مرام ليتلك سودة ...
كانت تقف بجانب الموظف تتحدث معه وتضحك بقوة ... تعالت صوت ضحكاتها بينما جاء احد العمال حاملا العصير لها وعامل اخر يحمل صحن من الطعام الجاهز ...
توقفت عن الضحك حينما وجدته يتقدم نحوها بملامح واجمة ...
بتعملي ايه هنا ...!
سألها بصوت بارد لتجيبه وابتسامة خفيفة ترتسم على ثغرها
جيت اشوف الشغل عامل ايه ...!
اتفضلي يا هانم ...
قالها احد العمال وهو يقدم العصير لها بينما يقف خلفه العامل الاخر وهو يحمل صحن الطعام ...
قدامي ...
اخذ يسير بها وسط الموقع متجها الى سيارته غير أبها بصوتها العالي المعترض ولا تعثرها لعدة مرات بسبب كعب حذائها العالي ...
أدخلها الى السيارة واتجه الى الجانب الاخر ... دخل الى السيارة ليجدها تصرخ به پغضب
انت ازاي تتصرف معايا بالشكل ده ....!
انت تخرسي خالص .... كفاية الڤضيحة اللي عملتيهالي فالموقع ...
ڤضيحة ايه ...! اتكلم عني بإسلوب كده لو سمحت ...
ثم اكملت بنبرة قوية
انا حرة اعمل اللي انا عايزاه وانت مش وصي عليا ...
رد عليها بقسۏة
انا ابن عمك ... ومن حقي احاسبك لما احس انك ممكن تتصرفي بشكل يأثر على سمعتنا ولا عايزاني أسيبك تفضحينا زي اختك ...
ويا ترى هتحاسبني إزاي هتقتلني زي غادة
أعتصر مقود سيارته بقوة محاولا تجاهل كلماتها بينما كانت هي تصر أن تضغط على أعصابه أكثر فهمست وهي تلوي ثغرها بتهكم
مردتش يعني !! هتقتلني ولا هتعمل ايه .
شهقت بصوت مرتفع وهو يقبض على ذراعها يقربها نحوه يهدر بأنفاس متصاعدة
راجعة ليه ! عايزة إيه يا مرام ..! إتكلمي ..!
رفعت عينيها اللتين توحشتا بنظرة مخيفة لتنطق من بين أسنانها
عشان نصفي الحسابات اللي بينا ..!
مفيش حساب بينا ..
قالها وهو يدفعها بعيدا عنه لتهتف بثبات وتحدي
لا فيه وحساب كبير كمان .
نظرتها باتت أكثر شراسة وهي تخبره بصراحة مطلقة
وإنت هتدفع ثمن اللي عملته ولسه بتعمله ..
فوقي يا مرام أختك اللي عملت وأهي خدت جزائها .
قالها ببساطة أججت ڠضبها لتهدر به
إنت بتبرر إجرامك ..
وأنت بتبرري خېانة أختك
صاحت معترضة
أختي مش خاېنة .
لأ خاېنة
صاح بقوة أكبر وهو يضيف بعنفوان
وأهي دفعت ثمن خيانتها
طالعته بنظرات حاقدة وهي تخبره بوعيد مشتعل
والله هتندم
.. صدقني يا مالك
همت بالنزول لكنها فوجئت به يخبرها مباغتة
إتغيرت يا مرام .
تمتم بها مندهشا بكم التغيير الذي طرأ عليها وكيف باتت أنثى أخرى لا تشبه سابقتها أبدا ..
كل شيء بها تغير !
فقدت الكثير من روحها القديمة ..!
فقدت برائتها المعهودة !
وهدوئها المريح ..!
ده الطبيعي ..
أخبرته ببساطة وهي تضيف ببؤس خفي
مفيش حاجة بتفضل زي ماهي
أضافت وهي تهز كتفيها ببديهية
الكل بيتغير .
مالت نحوه قليلا تغوص في عينيه لوهلة تهمس بلوعة قلب كاره حد النخاع
بس إنت متغيرتش .
شملته بنظرة سريعة
لسه زي ما أنت كل حاجة فيك زي ماهي
توقفت لوهلة وأنظارها تنخفض نحو كفيه
ما عدا إيدك اللي بقت ملوثة بدم أختي
وقبلما ينطق بحرف واحد كانت تهبط مغادرة سيارته ولم تكن تعلم إن جملتها الأخيرة طعنت روحه تماما فهي ضړبت الوتر الحساس لديه و عبثت بأبشع نقطة مظلمة داخله
.............................................................
دلفت مرام الى داخل المنزل لتجد أمها وخالتها يجلسان امام التلفاز ويتحدثان سويا ...
لاحظت الاثنتان ملامحها الواجمه فسألتها الام بقلق
مرام انتي كويسة !
اومأت مرام برأسها وقالت بسرعة
كويسة ... بس مرهقة شوية ومحتاجة ارتاح ...
ثم اتجهت بسرعة الى الطابق العلوي تاركة والدتها تتابعها بنظرات قلقة ...
في اثناء سيرها التقت بعمرو الذي قال لها
مرام ... رجعتي امتى ...!
اجابته بنبرة هادئة
لسه راجعه حالا ...
عاد وسألها محاولا الاطمئنان عليها
كويس ... واخبار شغلك ايه ..!
اجابته وهي تتنهد بإرهاق
كويس ... هروح اغير هدومي وأنام عن إذنك ...
ثم تركته وولجت الى غرفتها ... خلعت حذائها ورمته ارضا ثم جلست على السرير لتسيل دموعها من عينيها بغزارة ... لقد أصبحت اخيرا لوحدها وستبكي كما تشاء وټلعن مالك بقدر ما تريد ...
ظلت تبكي حتى شعرت بالاكتفاء فاتجهت نحو المرأة ووقفت أمامها تتأمل ملامح وجهها الحمراء بسبب شدة البكاء ...
مسحت وجهها بباطن كفيها ثم ما لبثت ان حملت الصورة الموضوعة على الطاولة بجانبها ... صورة تجمعها مع اختها غادة ووالديها ... ضغطت على فمها بقوة كي لا تبكي مرة اخرى ثم ما لبثت ان احتضنت الصورة وهي تتمتم
مش هنساكم ابدا ... هفضل فاكراكم لاخر يوم فعمري ... ومش هرتاح الا وانا جايبة حقكم منهم واحد واحد ...
ثم قبلت الصورة وأعادتها الى موضعها ... فتحت بعدها الخزانة وأخرجت منها صور لأشخاص مختلفين .. .اخذت تقلب بالصور تدريجيا قبل ان تقول بينها وبين نفسها
دوركم جاي ... واحد ورا التاني ...
يتبع