الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية لعبة العشق والمال (كاملة من الفصل 130 الي الفصل 140) بقلم مجهول

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


الآخرون.
قالت بصوت ثابت "أرشدني إلى الطريق" ثم تبعت الخادم متجاوزة عملية التحقق من الهوية بسهولة وكأنها جزء من هذا المكان المهيب.
كان هذا هو الفناء. المبنى الأوروبي المصمم بعناية شديدة كان ينبض بالعظمة تحت أشعة الشمس المسائية وكل شجرة وكل شجيرة كانت تروي قصة من العناية الدقيقة والاهتمام. كان الفناء نفسه يشع بهالة من الرقي والفخامة.

أمام الممر المؤدي إلى قاعة الولائم كان هناك حوض نافورة ضخم تنعكس أضواؤه في المياه الجارية مما كان يخلق هالة غامضة وكأن هذا المكان هو مدخل إلى عالم آخر عالم مليء بالعجائب.
عندما دخلت ناتالي قاعة المأدبة الرئيسية اكتشفت أن جميع الحاضرين هم من كبار الشخصيات الذين جلسوا يتبادلون الأحاديث ويقيمون علاقات معا. كانت الملابس التي يرتدونها تتحدث عن ثرواتهم ونفوذهم تصاميم مصممة خصيصا وإصدارات محدودة من أبرز العلامات التجارية الفاخرة.
ابتسمت ناتالي بلطف لنفسها فكرت في صمت "بالتأكيد سأتعرض للسخرية لو ارتديت أحد فساتيني العادية في هذه المناسبة الرفيعة."
كان شون على دراية بأن ناتالي قد تختار ملابس غير رسمية للحفل. لذا قرر إهداءها ثوبا فاخرا حتى لا تشعر بالإحراج أمام الضيوف.
"سيدة نيكولز من فضلك تناولي بعض الشراب. سأخبر السيد شون بوصولك" قال الخادم بأدب قبل أن يبتعد.
"شكرا لك" ردت ناتالي متجاهلة النظرات الفضولية التي كانت تحيط بها ونظرات الحاضرين التي لا يمكنها أن تخطئ. بدت على وجوههم علامات الدهشة.
كان الجميع يشيرون إليها في همسات خاڤتة. كانت ترتدي فستان "المحيط" الذي صممته سيسيليا المصممة الغامضة التي أحدثت ضجة كبيرة في عالم الموضة. فستان واحد فقط صنعته هذا العام بتقنيات يدوية استغرقت خمسة أشهر وزينته بأحجار الماس وكان هذا الفستان نفسه الذي تهافت عليه أغنى السيدات وأكثرهن شهرة لكن سيسيليا رفضت عرضه للبيع.
وكان من المتوقع أن يظهر الفستان في مثل هذه المأدبة الرفيعة لكن المفاجأة كانت في أن المرأة التي ارتدته كانت بعيدة عن الجمال المثالي.
"هل رأيت هذه المرأة من قبل"
"لا ولكن كان من المفترض أن أتذكر وجهها المليء بالنمش."
"أمر غريب يبدو أن ماكس طلب من خادمه استقبالها شخصيا. لا بد أن لها أصلا غير عادي."
"مهما كان أصلها فهذا الفستان لن يخفي الحقيقة... هي ببساطة قبيحة."
همسات الحشد كانت لا تكاد تسمع لكن الصوت المزعج كان يملأ الجو كطنين ذبابة لا يريد الرحيل.
رفعت ناتالي كأس الشراب وأخذت رشفة واحدة جعلت ذوقها ينعش لسانها. كانت غير مبالية. لم تعتقد أن مظهرها يهم هؤلاء الأشخاص. ربما كانوا فقط يتحدثون عن القناع الذي ترتديه وليس عن ملامحها الحقيقية.
"سيدة نيكولز! يا لها من مصادفة! أعتقد أنك مدعوة إلى هذه الحفلة أيضا" قالت بيل وهي تنظر إليها من رأسها إلى أخمص قدميها. "هل اشتريت هذا الفستان من سيسيليا"
أجابت ناتالي بابتسامة رقيقة في عينيها "أنا شريكة شون الليلة. هو من أعطاني هذا الفستان."
فغرت بيل فمها بدهشة ثم قالت بأسنان مشدودة "شون يعاملك جيدا."
ابتسمت ناتالي بابتسامة جانبية وقالت بنبرة غير مكترثة "طلب مني أن أكون شريكته وأهداني هذا الفستان. ربما ستكون الخطوة التالية أن يطلب مني أن أكون صديقته. سمعت أنه لم يدخل في علاقة من قبل وهذه هي المرة الأولى التي يعامل فيها امرأة بهذه الطريقة..."
فهمت بيل أن ناتالي كانت على علم بخططها وأنها قد أعدت هذه الكلمات خصيصا لإثارة غيرتها. وعندما بدأت مشاعر الغيرة والڠضب تتصاعد في قلب بيل أدركت أنها قد فقدت القدرة على التفكير بعقلانية.

 الفصل 130
شددت بيل قبضتها على كأس الشراب بينما كانت عيناها تشتعلان بالڠضب. هل تعتقدين حقا أنك ستتزوجين شون
ردت ناتالي بهدوء وهي تلقي نظرة سريعة على بيل قبل أن تحول نظرها بعيدا بالطبع. وضعت كأسها الفارغ على طبق تقديم النادل المار ثم أضافت بنبرة مليئة بالثقة من غيري سيتزوج أنت لقد عرفته لفترة طويلة لكن يبدو أنك لن تكوني أكثر من مجرد صديقة له.
تغير وجه بيل على الفور واختفت الصورة الراقية التي كانت تحاول الحفاظ عليها. يا حقېرة! لا تبالغي في تقدير نفسك! صړخت بيل وهي تتأرجح نحو ناتالي.
ابتسمت ناتالي ابتسامة خفيفة وقالت بلؤم لماذا لا لو كنت في مكاني لقلت أشياء أسوأ مما قلته.
أنت...! تلعثمت بيل وجهها يشحب من الڠضب.
لطالما كانت بيل الطفلة المدللة في المنزل ومعاملتها دائما كانت مميزة. وحتى عندما كانت صغيرة كانت مكانتها أعلى من أخيها. ولم يحدث قط أن تحدث إليها أحد من عامة الناس بهذه الطريقة.
استفزت ناتالي بيل أكثر فألقت كأس الشراب الأحمر في اتجاهها.
لكن ناتالي كانت أسرع. تراجعت خطوة إلى الوراء ثم استدارت برشاقة مما جعل الشراب يتطاير دون أن يمسها. ثوبها بقي نظيفا تماما بينما سقط السائل الأحمر على السجادة الصوفية.
في داخلها سخرت ناتالي كنت أعلم ذلك. هؤلاء الأطفال المدللون لا يمتلكون أي حيلة أخرى.
فشلت محاولة بيل الأخيرة في إحراج ناتالي أمام الحشد. وفي اللحظة التالية اندفع شون نحوهم.
هل أنت بخير ناتالي سأل شون وهو يلف ذراعه حول خصرها بسرعة ثم نظر إلى بيل پغضب. ماذا تفعلين
تفاجأت بيل بظهور شون المفاجئ.
بيل! ناتالي ضيفة مهمة دعوة مني ومن جدي. ماذا تعتقدين أنك تفعلين هتف شون.
شون أنا... أنا فقط... أدركت بيل أن تصرفاتها كانت نتيجة نوبة ڠضب وعندما هدأت بدأت تدرك مدى إحراج ما فعلته. رش الشراب أمام الحشد كان ضړبة قاضية لمخططها.
لم يكن عليها التصرف بهذه الطريقة وكانت تشعر بالندم.
لم تفعل ذلك عن قصد. انزلقت يدها قالت ناتالي بابتسامة ماكرة وهي تنظر إلى بيل. أليس كذلك سيدتي جرين
أدركت بيل أنه لا يوجد مفر من الموقف المحرج فوافقت على مضض قائلة بابتسامة مزيفة نعم أنت محقة.
بالطبع كان الجميع يعلم أن بيل تكذب.
دون أن يلتفت إلى بيل أمسك شون بيد ناتالي قائلا بصوت هادئ ولكنه حازم تعالي الجد ينتظرك.
انتبه جميع الحضور إلى تصرف شون وبدأوا يتبادلون الأحاديث بصوت عال بينما كان الثنائي يصعد السلم معا.
ماذا حدث للتو
ما الذي يحدث في معايير الجمال لدى شون لماذا يفضل امرأة مليئة بالنمش على امرأة جميلة بلا عيوب مثل بيل
آه! لو كنت أعلم أنه يحب النمش لما فكرت في العلاج بالليزر!
ثم سأل أحدهم بصوت خاڤت هل ستصبح هذه المرأة حفيدة عائلة واتسون قريبا
وقفت بيل ثابتة في مكانها وكان وجهها شاحبا
 

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات