رواية آصرة العزايزة الفصل 29 كامل بقلم نهال مصطفي
انت في الصفحة 5 من 5 صفحات
ناوي يجدد طلبه !!
هزت كتفيها پذعر أرنب
يجدده كدا كدا أنا مش بفكر في الموضوع أصلا .. بس ...
ثم راقت لها فكرة النبش بمشاعره
لو أنت شايفه عريس كويس أنا ممكن أوافق ..
رد بحسم لينهي عبثها الذي ېخنقه
لا مش كويس وبتاع بنات من زمان .. وعينه زايغة ..ومش بطيقه .
ااه .. مش يمكن عقل طيب وبطل ..
بطل أيه !! دي لو الناس كلها تابت وبطلت شهاب عزالدين ميبطلش ..
بس لو عاجبك أنا ممكن أقوم أطلب لك يده ..
شغلت نفسها بالبعث في الزهرية الموجودة أمامها وهي تتمتم
لا مش عاجبني ولا حاجة !! أصلا كبير عليا ده 35 سنة !! وأنا لسه في العشرين..
وايه عيب أبو 35 سنة !هاه!
أدركت صعوبة المأزق الذي تورط به نفسها
لا خالص .. حلوين أنا ماقولتش حاجة .. كلهم حلوين لكن شهاب نوت ماي تايب خالص ..
وايه التايب بتاع الأستاذة اللي ھموت وأعرفه !!
كتمت ضحكتها مرتديه وشاح الجدية وهي تتأمل تفاصيله بإعجاب
أي راجل لون أبيض نوت ماي تايب .. بحب الرجل الأسمراني ..عارف ليه !
شع النور بوجهه مرة أخرى وسألها بفضول
ها ..!!
اقتربت منه وهي تغازله برقة وتتأمل بشرته الخمرية
عشان لما يزعلني أغني له أسمر يا سمراني ..مين قساك عليا لو ترضى بهواني بردو أنت اللي ليا ..
ماقولتش عليا هبلة ممكن .. أحنا صحاب ومفيش مابينا كده ..بس دي حقيقة مش بحب الراجل يكون لونه أبيض خالص!!
هي الرجالة بقيت باللون الزمن ده !!
ثم رفع حاجبه آمرا
شهاب لو جيه تاني كشړي في وشه ..أحسن عليا النعمة ااا
حاضر والله هكشر ...بلاش تضايق .. أصلا هو رخم ومش بحبه !
الله ! بحب الأغنية دي أوي .. أحنا ينفع نرقص عليها صح
صح ماينفعش .. خلاص والله مش هتكلم تاني ..
جاءهم شهاب من بعيد وهو ينضم لهم من جديد معتذرا عن تأخيره ليقول مقترحا
أنتو قاعدين ليه .. صح نسيت هارون بيه مالهوش في الرقص والكلام بتاعنا ..
ثم مد يده لليلة وقال مستأذنا
يبقي تسمح لي أخدها منك الرقصة دي ياباشا ..
اعذرنا يا شهاب بيه .. بس أحنا يادوب نحلقوا نمشوا .
ثم نظر لليلة
أنت مش عملتي الواجب !
ردت ببلاهه
واجب أيه !!
ثم أدركت على الفور قصده
اااه اهه عملت الواجب خلاص ..خلصت الواجب أصلا .
فأكمل هارون بضيق
اسمحلنا نمشوا يا شهاب بيه .. وان شاء الله الفرحة الجاية تكون فرحتك ..
ثم مسك حقيبة ليلة الصغيره بيده وهاتفها وباليد الأخرى سحبها وراه متجردا من كل القواعد التي تمنعه بأن يأخذها من الحفل وينفرد بها .. تابعت سيره ركضا حتى فارق الثنائي الحفل واتجه بها لخارج الصالة نحو الشاطئ الخلفي للفندق .. قدم لها حقيبتها وتركها بمكانها ثم تقدم خطوتين وهو يتأمل البحر الثائر أمامه الذي أشعله بالصبابة والحب وأفلت زمام قلبه من تحت يده ..
تقدمت له ليلة بعد ما نزعت حذائها المهلك لقدمها ودنت منه معتذرة
أنت اتضايقت عشان شهاب ده .. بس انا ماليش ذنب تزعل مني ليه !! هو اللي قليل ذوق على فكرة بس وو
ثم قاطع حديثها رنين هاتفها الذي أجابته على الفور بتأفف
ألو !!مين ..
اتاها صوت فتاة تعرفها بنفسها وتخبرها
أستاذة ليلة أنا سارة مديرة مكتب شناوي بيه .. هو مستنيكي بكرة عشان تمضوا العقود .. لقى ممول للبرنامج والفكرة ..
قفزت بفرحة
أحلفي كده !! والله قولي أنك مش بتكذبي عليا !!
أكدت لها الفتاة بفرحة وهي تخبرها بالميعاد
بكرة الساعة 11 هيكون في انتظارك في مكتبه ..
قفلت المكالمة مع سارة وهي تقف أمامه لتزف له الخبر بأنفاسها المتصاعدة
هارون .. عارف مين كلمني.. ألحق ! ده الشناوي .. ده غير رأيه وعايزنا نمضي عقود البرنامج ..
ثم قفلت جفونها وفتحتهم مرة أخرى وهي تهلل لتحضنه من فرحتها
أنا مش مصدقة .. حلمي بيتحقق .. أنا سمعت صح مش كده ..
كانت بين يديه بكل فرحتها وسعادتها التي لم تشاركها مع أحد غيره .. نسى كل تصرفات شهاب التي أغضبته واكتفى مربتا على كفتها بفرحة هو السبب فيها بعد ما عقد اتفاقه المغري للشناوي فتخلى عن رشدي وفضل مصلحته
مش قولتلك كله هيتحل .. أنت بس اللي معندكيش ثقة في نفسك .. مبروك عليك .
ابتعدت عن حضنه وهي تأخذ أنفاسها بصعوبة وتضحك
أنا هيبقى ليا برنامجي .. بس هو اقتنع ازاي ..دانا خرجت من عنده بعيط .. أنا فرحانة أوي ...
ثم أطالت النظر بعينيه واغرورقت عينيها بالبكاء
أنا مش فاشلة زي ما كلهم بيقولوا عليا .. أنا هعمل برنامج وهيبقى أشهر برنامج في مصر ..حاسة قلبي هيقف من الفرحة وشك حلو عليا .. حقيقي شكرا ..
مبروك يا ليلة أنتي تستاهلي كل خير وفرحتك دي عندي بالدنيا وما فيها ...
ظلت تقفز أمامه كالطفلة معبرة عن سعادتها
تعرف عايزة أرقص واتنطت وأقول لكل الناس أن ليلة الجوهري هتبقى أكبر إعلامية في مصر .. وبكره أنافس منى الشاذلي ولميس الحديدي ..
ثم وقفت تحت مظلة أنظاره بأعين باكية
كان نفسي بابي يكون معايا دلوقتي ..بس هو أكيد حاسس بيا ومبسوط .
وقف أمامها وهو يخرج السماعات اللاسلكية من جيبه ويضع واحدة بأذنها والأخرى بأذنه فسألته بتوجس
أنت بتعمل أيه
أراد أن يرد على إهانة شهاب له واتهامه بإهماله للرقص والتقليل منه .. فقال
هتعرفي حالا ...
ثم شغل على هاتفه اغنية ناداني لمحمد منير .. التي بدأت بالكلمات الهادئة التي منحته الفرصة في تأمل تفاصيل وجهها عن كثب وهو يرجع تلك الخصلات التي تزحم ملامحها وراء أذانها ..
أخذ يتأملها متمليا في تفاصيلها التي آسرته وهو يمرر كفه الخشن من حمل الصخور على وجنتها الأشبه بالقطن فهتز جسدها للمسته الحرة التي لا تخلصت من كل قيودها وكلمات الأغنية باتت تصدح بمسامعهم معا ويحتفل موج البحر ثائرا محتفلا ببوادر مشاعرهم المشټعلة .. وبدأت سماء إسكندرية التي لم تتوقف عن المطر بالتقطر فوق ملامحهم الغارقة بالحب وببعضهم البعض ..
خاطب عيونها بكلمات منير
شىء من بعيد ناداني .. و أول ما ناداني .. جرالي ما جرالي
ثم تدلت كفوفه عن وجهها ليقبض على خصرها الذي يتناسب بمقدار كفه ..
وبالأخرى مد لها كفه فلبت طلبه بوضع كفها بداخله فقفل عليه بأصابعه كمن يعزف على بيانو .. كانت
المسافة الفاصلة بين أجسادهم قرابة الربع متر ..
تكررت الكلمات وتكرر اللحن وتراقص نغم الحب بينهما وبين أعينهم الحائرة .. ثم تاه في السحر الملامح الذي جعلته ينزع ثوب العمدية والصعيد .. ويخضع لأوامر قلبه الذي أبرأت الديانات السماوية ذمتها على عتابه .. وهو يعتذر لعرفه وقوانينه ولحياة المستحيل بينهما
ده مش بايدي يابا .. ده مش بايدي يابا
ثم باغتها بضمة قوية إليه بترت المسافة الفاصلة بين أجسادهما لتشهق مڤزوعة بدون صوت وهي ټغرق أكثر وأكثر بسطوه الذي ھجم على قلبها ...
ناداني من يميني ولسه بيناديني
كانت ملامح وجهه ثابته لا يتحرك منها الا عينيه فقط .. وكانت خطواته متزنة كل خطوة محسوبة بمقدار .. قطع معها خطوة لليمين ثم للأمام وعند لحنه
بيقولي حصليني على بلد العجايب
دارها أمامه كفراشة في حقل زهور .. لقد كان يحركها كمن يحرك عروسة خشيبة يلعب بحبالها ببراعة .. كرر تلك الخطوات نحو الشمال وهي تذوب في سحره الذي اكتشفته معه للتو .. وجملة المشاعر المتدفقة بقلبها وهي تتوه وتتوه في طريق عينيه الي مالا نهاية .. ثم دورها مرة أخرى وتلقاها مائلة على كفه ..تحكي الخطاوي قصتهم غرباء ثم لقاء ثم تشابكت الايادي واتحدت الانفاس وتناغمت الخطوات وتعانقت الارواح المغلفة بالحب
انحنى ظهرها وخيم بأهدابه المنحنية عليها وهو يملأ جيوب قلبه من ملامحها وعندما قال منير تعالي قوام تعالي خدي من الحب نايب
ضمھا مرة ثانية لحضنه بعد ما وضع كفها الرقيق على كتفه لتنفرد يساره بضم خصرها على بقية الاغنية يتمايلان بحالة من الحب فريدة لم تزر الاثنان طوال عمرهما ..
تدلي كفها برقة ليستقر على صدره الصلب وطالعت عينيه معبرة بصعوبة لجملة المشاعر التي سكنتها على سهوة منه
انت اتعلمت الرقص فين ..
إذا كانت الشجرة لا تعرف كيف ترقص فستعلمها الرياح .. وإذا كان المرء يجهله فسيحركه القلب الذي يحرك الصنم مدرسة الرقص الأولى هي الحب ثم عينين من تحب .. أن وطأت الأقدام بوابتها سبحت وسرحت القلوب بدون رقيب ..
رفع كفها ليديرها مرة ثانية ويشدها حضنه الذي أحست بملكيته وانه لا يحق لاحد أن يشاركها فيه .. فتمتمت معترفة وكأنه سكب على قلبها بحرا من حنانه في الحين الذي كان العالم كله يخيفها
تعرف ان دي اول مرة ارقص فيها مع حد .. أحساس مختلف وجميل .
أحيت ألف عرق ممتد لقلبه بقربها الساحر .. فدمدم معترفا لعيونها وهو تحت تأثيرهما
ودي أول مرة يرجعلي فيها هارون القديم اللي فقدته من زمان !
ارتشفت الحب من عينيه حتى بعد معرفتها بأعراضه الجانبية
القديم كان شخص غير هارون اللي أعرفه دلوقت !!
فرق سما وأرض ..
بتحب مين أكتر طيب !
القديم .. كان تايه ورجع !!
مش فاهمة !! المهم إنك مبسوط
أنت مبسوطة !
مش عارفة بس لما قلبي يدق بسرعة أوي أبقى كده مبسوطة !! صح
ثم جلى حلقها وهي تشاهد تضاعف المطر فوقها .. فاحتمت بحضنه ضاحكة كأنه قدم لها صك الملكية لهذا المكان
دي بتمطر اوي .. الجو تحفة ..
ثم تحمست ممسكة بكفيه
أتمنى أمنية بسرعة ..
تمعن النظر بها ولأول مرة يكتب قلبه امنية تكون إمراة .. تنفس حروف اسمها وهو يرسل أمنيته للسماء بصمت لا يليق بقلبه الثائر
أخلق معجزة يالله واكتبها لهذا القلب الذي لم ينل شيء تمناه بحياته.. ويوم ما تمنى تمنى إمراة مثلها .. كلا إمراة تكون هي وحدها ..
لاحظت شروده
اتمنيت !!
هز رأسه بهدوء فاتبعت بعفويتها و تلقائيتها
أقولك قصة مضحكة مع المطر والبحر !!
متقدريش تعديها من غير حكايات !! قولي ..
شرعت في رواية القصة الطفولية
وأنا صغيرة كنت متعلقة أوي بفيلم سعاد حسني .. صغيرة على الحب ..ولما كانت بتمثل المسرحية في الفيلم .. و طلع لها عم حزومبل فاعل الخير اللي دايما بيحب يساعد الغير ..
ثم أخذت تقلد حركات سعاد حسني بالتفصيل بالفيلم وهي تمشي على طراطيف أصبعها
ففي المسرحية لما طلبت منه طلب واتحقق !! فاكر المشهد ده
لقد كان يتذكر المشهد بتفاصيل ولكنه فضل أن يسمعه منها داعب الهواء ملابسه
وبعدين ..
تدللت أمامه بنفس شغفها الطفولي وهي تتمنى أمنيتها تحت عينيه بكناية
لما قالتله عايزة افتح عيني و أغمض ألقى عمري بقى عشرين .. علشان ايه ! علشان اعجب شاب يكون 35 ....علشان خاطري ياعم حزومبل بس ولو ليومين اتنين ..
ثم اڼفجرت ضاحكة أمامه وأتبعت
كل ما تمطر وأنا على البحر افتكر المشهد ده ولازم أمثله تحت المطر مش عارفة أيه العلاقة بس بحبه أوي !!
ثم نظرت لعينيه
يمكن عشان قلبي بيتمنى فعلا حد زي عم حزومبل يحقق لي أمنيته حتى ولو يوم ..
ثم شهقت بفزع
يا خبر !! كلام فردوس بتاع الفنجان طلع صح !! قالتلي حلمك هيتحقق وفي عريس!! يكون قصدها على شهاب !! بس هي قالت زي الطاووس لكن شهاب ده زي الدب القطبي !! يارب تكون غلطانة .
أشعلت جمر الڠضب والغيرة بملامحه من جديد
هي الست دي مش هتبطل قراية فناجين !! طيب يا فردوس ..
ثم أشار لها بنظرة من عينيه
أمشي قدامي !! هو أنت أيه بينك وبين حرف الشين !! يعني بالعقل تسيبي شريف عشان تاخدي شهاب !! طب غيري العتبة !
وقفت أمامه متراقصة على أوتار تمرده
يعني اركز على حرف أي في المستقبل !! أيه رأيك في حرف الهاء طيب !!
تخابث عليها
هيثم أخوي !! حلو مجانين زي بعض ..
ااه هيثم ده وحشني جدا أنا قصدي هيثم على فكرة اقولك انا عايزة اروح ..
سبقت خطاه وهي تمحل حذائها بيدها وتسير نحو السيارة فأتبع خطاها وهو يتحدث مع امه الذي لم تتوقف عن الرنين
أنت هتعاود ميتى يا هارون !! ومعتردش ليه على البت زينة !! البت هتتعبط بسببك ..
رمق ظهر ليلة بنظرة حائرة وهو يقول حاسما قراره بخصوصها متأملا أن ينال مراده يوما ما
صفية قولي لزينة الچواز قسمة ونصيب وهارون مش هيكمل في الچوازة دي ...
يتبع