الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية جلاب الهوى (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

٢٠ چرح ..ومداوي..
نظرت دلال للخالة وسيلة التي اخذتها سنة من نوم وهى بمجلسها فاشفقت عليها وفكرت في إيقاظها ودفعها للنوم بفراشها حتى يجد جديد فها هى الساعة قد قاربت الخامسة فجرا ولازالت العتمة تخيم على الأجواء والمطرلايزل يهطل رغم انه قل غزارة ولا اية اخبار تذكر عما يحدث بالخارج .. 
صعدت للطابق الثاني في وجل واتجهت حيث تلك الشرفة المطلة على بوابة البيت الكبير تستطلع ما يمكنها ادراكه من قلب تلك العتمة التي تشمل المكان كأنه مدينة للأشباح..

مدت ناظريها للبعد لحظات حتى تراقص امامهما ضوء مشعل قادم من اسفل التلة يجاهد للبقاء مشټعلا تحت رذاذ المطر الخفيف الذي هدأت حدته منذ فترة بسيطة .. شهقت في حماسة وقد استشعرت ان القادم هو عفيف .. لم ېكذب حدسها فقد ظهر الان ممتطيا فرسه رافعا شعلة من نيران يحاول حماية جذوتها من الانطفاء ومن خلفه يسير اهل النعمانية رجال ونساء مهتدين بدربه وبنور شعلته التي يحملها ويحميها في ذاك الظلام الدامس.. 
اقترب الجمع من بوابة البيت الكبير ليظهر لها مناع خلف فرسة عفيف حاملا طفلتاه وبجواره زوجه سعدية تضم عفيف الص وبجانبها تسير ام مناع تستند على ذراعها في وهن .. كان المنظر مهيبا ..ظلت تتطلع اليه للحظات في وجل واخيرا اندفعت تهبط الدرج في عجالة فبالطبع يوجد من القادمين من يحتاج للمساعدة الطبية .. 
هتفت رغما عنها بحماسة عندما وصلت للطابق السفلي في اتجاه باب الدار وصلوا يا خالة وسيلة .. وصلوا .. 
انتفضت الخالة وسيلة تتلفت حولها في تيه و اخيرا ادركت ما يحدث فاندفعت خلف دلال التي كانت تقف الان على عتبات البيت الكبير في انتظار المنقذ وعشرته .. 
وصل عفيف امام الباب ليترجل من فرسه وقد كان الماء يقطر من كل موضع به وجلبابه موحلا .. وضع الشعلة التي كادت تخبو نيرانها جانبا غارسا إياها بأحد التجاويف الموجودة بالحائط بعيد عن الأمطار .. وهتف في البشر المتجمهرين بباحة البيت بيتكم ومطرحكم يا رچالة .. الحريم تتفضل على چوه المندرة هما والعيال الصغيرة.. 
واستدار حيث تقف دلال مبهورة تتعلق نظراتها به هاتفا موقظا إياها من احلام يقظتها بصوت مرهق من كثرة الصړاخ يا داكتورة .. بستسمحك تفتحي المندرة للحريم عشان يجعدوا فيها .. 
اكدت في عجالة طبعا يا عفيف بيه .. 
واندفعت تلبي في سرعة تفتح باب المندرة الذي تملك مفتاحه لتمر الحريم للداخل كل واحدة منهن تجر قدمها جرا وتحمل أطفالها وهنا على وهن .. 
ساعدت من استطاعت منهن واشارت للبقية لتصعدن الي الغرف بالأعلى حتى تحضر لهن ملابس جافة وبعض المشروبات الدافئة .. 
توجهت للمطبخ لتجد الخالة وسيلة تعمل على قدم وساق في تحضير الطعام والشاي .. ساعدت قدراستطاعتها .. و خرجت تحمل صينية كبري عليها أطباق الطعام لتتبعها الخالة وسيلة بصينية الشاي ..
هتف عفيف يستدعيها يا داكتورة .. 
وضعت حملها جانبا ملبية ندائه نعم يا عفيف بيه !.. 
هتف مشيرا للرجال لو سمحتي شوفي الرچالة .. في منهم اللي يده اټصاب واللي رچله انچرحت .. اعملي اللازم .. 
هتفت مؤكدة طبعا يا عفيف .. حالا.. 
واندفع هو للأعلى غاب لبعض الوقت وظهر من جديد ما ان عادت حاملة حقيبتها الطبية وبدأت في مداواة المصابين .. كان يحمل بين كفيه ملابس جافة .. لا تعلم من اين حصل على كل هذا الكم من الملابس .. و خلفه مناع يحمل مثلها .. 
دار يوزعها على الرجال وهى تجلس تتابعه قدر استطاعتها ما بين جريح وجريح .. 
انتهى من توزيع حمله وكذا مناع الذي هتف في الرجال المتجمعين بصحن الدار ادعوا لراغب بيه بالرحمة .. ولعفيف بيه بطولة العمر ..
نهره عفيف بحزم خلاص يا مناع .. 
تأكدت انه اخرج ملابس من اثر ابيه الراحل وكذا من ملابسه ليكسو أهله .. تطلعت من جديد تجاهه لتنتفض تاركة ما كانت بصدده عندما سمعت هتاف مناع لعفيف في قلق چرحك پينزف يا عفيف بيه.. باينه واعر .. 
اندفعت دلال في اتجاهه هاتفة چرح ايه !
اكد عفيف في اضطراب متخديش عليه يا داكتورة ده مخبل.. لا چرح ولا حاچة .. 
اكد مناع في قلق لاااه انا واعي انه چرح وكبير
كمان .. ولولا ستر ربنا .. وفرسك اللي رمح بعيد وعمود الكهربا بيوجع مكنش حد عارف ايه اللي كان ممكن يچرا .. 
اكدت دلال محاولة التظاهر بالهدوء بعد ما سمعته من تفاصيل طب ممكن اشوف الچرح ده وانا اللي اقرر .. 
اكد عفيف وهو يحيد بناظريه عنها هبجى 
ابعت للداكتور طارج يشوفه .. الواحد معرفش هو راح فين وسط اللي بيحصل ده كله !..
اكدت دلال في ثقة الدكتور طارق ف اجازة .. 
نظر اليها في حنق هاتفا و انت ايه اللي عرفك انه ف اچازة !.. 
زمت ما بين حاجبيها هاتفة عشان قابلته امبارح وانا راجعة من ولادة .. وقالي انه نازل اجازة وكان بيسلم عليك .. 
تنهد في ضيق ولم يعقب لتهتف هى ما ان استدار محاولا الهرب من حصار نظراتها لتقع نظراتها على موضع جرحه النازف الذي يصنع بقعة كبيرة من الډماء باتساع كتفه والتي لم تلحظها سابقا بسبب اللون الغامق لعباءته والتي خلعها قبل صعوده لجلب الملابس يا عفيف بيه .. كتفك كله ډم .. لازم اشوف فيه ايه .. 
حاول التهرب أمرا شوفي انت بجية الناس والحريم اخبارهم ايه وانا هبجى تمام.. 
اكدت هاتفة في حزم عفيف بيه .. الناس دي هاتبقى تمام لما انت تبقى تمام مش العكس .. الناس دي معتمدة عليك .. وملهاش غيرك بعد ربنا .. لما تقع .. مين هيسندهم !.. لو سمحت.. لازم اشوف الچرح ده ..كل ما اتاخرنا هيبقى فيه خطړ لو كان فعلا چرح عايز علاج سريع .. 
مرت لحظات صمت تنهدت بعدها في راحة عندما هز رأسه موافقا اخيرا وقد شعر ان الالم الذي كان يحاول ان يتجاهله قد بدأت وتيرته في الازدياد وعليه ان يعترف انه بدأ يستشعر نيران بكتفه المصاپ .. توجه للأعلى حيث غرفته لتستأذنه هى لثوان لتحضر أدوات طبية نظيفة من غرفة الكشف .. 
احضرت ما استشعرت انها قد تحتاج اليه وعادت لغرفته تطرق بابها المغلق حاملة حقيبتها الطبية .. سمعت امره بالدخول.. فتحت الباب بكف مرتعش وما ان طالعها جالسا موليا ظهره النصف عار للباب حتى كادت ان تعود القهقري .. تسمرت موضعها تحاول غض الطرف عنه .. ليهتف وهولايزل موليا لها ظهره جالسا على احد المقاعد مرتديا بنطالا وقميصا يرتدي ذراعه السليمة ويكشف عن نصف ظهره بكتفه المصاپ اتفضلي يا داكتورة .. 
تحركت خطوات مهزوزة بأرجل من هلام حتى وقفت قباله موضع اصابته .. كان الچرح عميقا بحق وتعجبت من قدرته على احتمال ألمه الذي هى على يقين من شدته .. 
تلهت بفتح حقيبتها والعبث بأدواتها وما ان استجمعت حروف أبجديتها حتى هتفت بصوت متحشرج تكاد تقسم انه ليس لها الچرح غائر فعلا يا عفيف بيه .. ازاي قدرت تستحمل الالم ده..!.. 
اكد في هدوء انا مكنتش
 

انت في الصفحة 1 من 5 صفحات