الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية جلاب الهوى (كاملة حتي الفصل الاخير) بقلم رضوى جاويش

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز


حاسس اني اتصبت من اساسه .. لولا مناع .. كان كل همي ارچع بالناس كلها ومفيش حد أضر.. بدأت في تنظيف الچرح ورغم انه لم يصدر صوتا اوحتى همهمة تدلل على تألمه الا ان تصلب عضلات كتفيه كان كفيلا بجعلها تشعر بذاك الالم الذي يكابده دون ان يجهر .. رشت مخدر موضعي على الچرح هاتفة الچرح محتاج خياطة .. 
همس بصوت متحشرج اعملي اللازم يا داكتورة..

بدأت في تقطيب الچرح في مهارة وسرعة .. لحظات من الصمت مرت بينهما لم يقطعها الا صوت أدواتها .. أنهت مهمتها واخيرا وضعت غطاء على الچرح مؤكدة كده تمام يا عفيف بيه .. بالشفا ان شاء الله .. 
هز رأسه بلا تعقيب ومد كفه يجذب طرف قميصه الاخر ليستر به جسده فمدت كفها بالمقابل لمساعدته فتنبهت لكفه المحترق فشهقت في صدمةايه اللي حصل لأيدك !..
وبدون وعي استدارت وهى ممسكة بكفه بين كفيها فى ذعر هامسة ايه اللي حړق ايدك بالشكل ده !.. 
لم يعقب والعجيب ايضا انه لم يجذب كفه المحترق من بين يديها فقد شعر براحة غريبة وكفه قابع هناك وكأن بلسما ما قد وضع مهدئا من نيران حريقه .. 
جلست اسفل قدميه ولازال كفه نائما بوداعة على باطن كفها .. مدت يدها تتناول أنبوب دهان ملطف كانت دوما ما تحتفظ به في حقيبتها
للطوارئ وبدأت في فرده على باطن كفه الذي كان مفرودا قبالة ناظريها وكأنما هى عرافة تقرأ له طالعه الذي تمنى لو كانت هى جزء منه .. 
انتهت من توزيع الدهان على باطن الكف وتغطيتها بغطاء طبي معقم .. 
تنهدت في راحة وابتسامة حانية على شفتيها رافعة ناظريها اليه هامسة كله تمام .. 
تقابلت النظرات .. وساد الصمت وكأنما العالم قد خلا من قاطنيه .. تيه اخرق ومشاعر بكر تعربد بجنبات الروح .. وحشة غابت وانس هل كهلال عيد ما أتى منذ عصور الوثنية .. عيون تتأرجح بمآقيها الدموع وأخرى يهزها الشوق ..أنات انين وحنين مكبوتة بالصدرومؤدة بالفؤاد يحرسها الۏجع وتأسرها الوجيعة ..وحديث دار بين المقل لو خط بكتب العشق لفاضت.. 
لا علم لأحدهما كم مر من عمر الزمان وهما بهذه الحالة من اللا .. اللاماذا !.. 
عند هذه اللحظة ..انتفض عفيف مذعورا جاذبا نفسه من أتون يستعر بجنباته هاتفا في صوت متحشرج النبرة متشكر يا داكتورة .. تعبتك..
طردت بدورها من جحيمها وكادت ان تهم بالرد عندما عاد لها القدرة على النطق الا انها ظلت موضعها مبهوتة امامه تتطلع اليه.. كم وجه لذاك الرجل !.. تراه الان بطوله الفارغ وببنطاله الجينز وذاك القميص الرياضي الذي كان يجاهد لارتدائه منذ لحظات كأنما بدل جلده .. رأته في السابق بتلك الحلة الرسمية التي كانت تليق به وكانما خلقت له والان ذاك الرداء الغير رسمي بالمرة الذي يعكس روحه الشبابية التي لم تنطفئ جذوتها رغما ما يحمل من تبعات ثقال.. 
تنبهت لشرودها الغير واع فهتفت بدورها لا مفيش تعب ولا حاجة .. متحاولش بس تحرك دراعك دي كتير عشان الچرح ميتفتحش ويلم بسرعة .. 
هز رأسه بالموافقة وهو ينأي بنظراته عنها لتجمع هى حاجياتها على عجالة لتنهض مندفعة خارج الغرفة .. اغلقت الباب خلفها وزفرت في راحة وهى تضع كفها موضع قلبها الذي كان يطرق باب صدرها في عڼف ولم تكن تدري ان احدهم داخل الغرفة يزفر في راحة اكبر وهو يرفع كفه المحترقة امام ناظريه شاعرا ان قلبه كان اولى منها بعلاج الحروق فقد كان بقاءها بالقرب منه اكثر تاثيرا وۏجعا من تقطيب چرح بلا مخدر..وقلبه كان اشد اهتراء من كفه المحترق ذاك.. 
دلفت شريفة لغرفة ولدها لتجده قد غفا بملابسه مما دفعها لتوقظه هاتفة في تعجب معقولة يا شريف نمت بهدومك !.. للدرجة دي كنت تعبان يا حبيبي !.. 
همهم شريف وهو يفرك عينيه هامسا اه يا ماما الواحد فعلا كان تعبان ومكنش حاسس .. 
هتفت امه بمحبة طب قوم يا حبيبي افطر ده انت نمت من غير عشا .. تلاقيك جعان .. 
اكد رغم انه يشعر العكس اه فعلا يا ماما ھموت م الجوع .. 
هتفت امه باشفاق يا حبيبي .. طب ياللاه الفطار جاهز ع السفرة اهو .. 
هتف مؤكدا طب اسبقيني يا ست الكل .. هدخل الحمام واحصلك .. 
سبقته بالفعل تنتظر خروجه .. لحظات وتبعها بعد ان غير ملابسه بملابس مريحة تناسب المكوث ف المنزل .. مد كفه يفتح التلفاز بطريقه لطاولة الافطار .. جلس وبدأ في تناول طعاما كان كطعم الحنظل بفيه فقد كان يجلس للطعام حتى تتناول امه إفطارها وكى لا يشعرها بأي تغير من شأنه تعريضها للتوتر .. فالعجيب انه منذ دخول زينب حياتهما تحسنت حالة قلب امه بينما ساءت حالة قلبه هو والذي يئن ۏجعا بتلك اللحظة .. 
كان غارقا بأفكاره الا انه انتفض متطلعا لشاشة التلفاز عندما هتفت امه في صدمة يا ساتر يا رب.. مش دي البلد اللي انت شغال فيها يا بني!.. 
تنبه شريف وما ان طالعه منظر النعمانية امامه على الشاشة حتى انتفض من موضعه هاتفا في ذعر يا ساتر .. ايه اللي حصل هناك ده !.. 
رفع صوت التلفاز حتى تأتيه الاخبار عن تلك الکاړثة.. لحظات واندفع لحجرته لتكون امه بأسره هاتفة على فين يا شريف !.. 
هتف متعجلا وهو يرتدي بدلته الميري ع النعمانية يا ماما .. 
شهقت في ذعر تروح لهناك برجلك !.. انت مش شايف الدنيا عاملة ازاي هناك !.. ده انا حمدت ربنا ان اللي شيفينه ده حصل وانت ف إجازتك ومش
هناك.. 
اكد وهو يكمل ارتداء ملابسه مينفعش اقعد هنا والدنيا هناك بالشكل ده .. لازم اروح .. 
انهى ارتداءه ملابسه وطبع قبلة سريعة على جبينها ورحل سريعا في اتجاه النعمانية لا يعلم هل توجه اليها واجبا ام هربا !.. 
هتف عفيف مناديا يا مناع .. 
ظهر مناع كعادته بلمح البصر ملبيا أوامرك يا عفيف بيه !.. 
اكد عفيف بجولك يا مناع .. الرچالة مرتاحين تمام ف الشونة .. مش ناجصهم حاچة يعني !.. 
اكد مناع بدوره لاااه .. كله تمام يا عفيف بيه.. 
همس عفيف مازحا طب وانت منجصاكش حاچة !
همس مناع في حياء لااه يا عفيف بيه .. الحمد لله .. كفاية عليا سلامة چنابك .. 
قهقه عفيف هاتفا سلامتي برضك !.. 
واستطرد مؤكدا والابتسامة لم تفارق محياه ع العموم .. انا استأذنت الخالة وسيلة ف اوضتها عشان تجعد فيها انت ومرتك ..هى الخالة وسيلة بتنام ف الاساس مع الداكتورة .. 
لم يعقب مناع ولكن تلك الابتسامة الواسعة التي ارتسمت على محياه كانت كفيلة لتكون اشد إيضاحا من اي اجابة .. 
استطرد عفيف باسما والأوضة التانية اللي چنبها دي هتكون لامك والبنات خرچوا اللي فيها ورتبوها يجعدوا فيها.. اهو يوسعوا المكان للحريم هناك ويكونوا چارك .. 
هتف مناع مسربلا بامتنان عميق لذاك الذي جمعه بأسرته من جديد والله ما عارف اجولك ايه يا عفيف بيه !.. ربنا يچمعك بشج روحك وما يفرجكم ابدا يا رب .. 
هز دعاء مناع عفيف
 

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات